الجزائر

‏«المساء» ترصد آراء مواطنين وجمعيات بباتنة حول المحليات إجماع على أهمية المشاركة القوية



‏«المساء» ترصد آراء مواطنين وجمعيات بباتنة حول المحليات                                    إجماع على أهمية المشاركة القوية
من خلال رصدنا لآراء عدة عينات من مواطنين ومسؤولي بعض الجمعيات بولاية باتنة، سجلنا إجماعا على أهمية المشاركة القوية في الانتخابات المحلية المقررة ليوم 29 نوفمبر الجاري لتحقيق التغيير المنشود الذي أضحى مطلبا أساسيا.
أول انطباع لمسناه في استطلاعنا، هو تلك الحركية والنشاط والرغبة التي لمسناها لدى العديد من الجمعيات لمواكبة الحدث، وحتى الجمعيات الرياضية خرجت من ميدان منافساتها وركزت على الحدث، ولعل ما استوقفنا هو موقف يحسب لفئة المعاقين، مؤكدين أنهم متفائلون بمستقبل أفضل، وأن الواجب الوطني يضعونه فوق كل اعتبار. ففي هذا الصدد، أكدت السيدة سليم قمير رئيسة نادي «أوراس التحدي للمعاقات حركيا بباتنة»، أن الواجب يقتضي من هذه الشريحة على غرار كل شرائح المجتمع، كما قالت المساهمة في إنجاح هذه الإستحقاقات التي ترى فيها أولوية من أوليات مواصلة بناء الصرح الديمقراطي، وحسبها، فإن ظروف إنجاح هذه الاستحقاقات متوفرة ولا تحتاج سوى لوعي وتعبئة شعبية لضمان المشاركة القوية يوم الاقتراع.
وتقوم حركة المجتمع المدني والجمعيات الناشطة بولاية باتنة في عدة مجالات نشاطها التحسيسي وتعرف توافدا مستمرا للمنظمات والجمعيات التي التفت ببرنامجها الطموح قصد تحسيس المواطنين بأهمية الانتخابات المحلية المقررة ليوم 29 نوفمبر الجاري، وفي هذا الصدد، أوضح الأمين الولائي المكلف بالتنظيم لتنسيقية أبناء الشهداء بباتنة السيد عبد الحميد شبعاني، أن الموعد يعد محطة حاسمة وعلى الأحزاب المشاركة في هذه الاستحقاقات طرح البرامج المثلى للرد على انشغالات المواطنين.

الفرصة مواتية لدعم المسار الديمقراطي
ويعتقد محدثنا أن الفرصة مواتية للمواطنين لدعم المسار الديمقراطي ببلادنا الذي قطع أشواطا متقدمة، ولو في وجود بعض النقائص التي حمل مسؤولياتها لبعض المنتخبين الذين، حسبه، لم يكونوا في مستوى تطلعات من زكوهم في استحقاقات ماضية، إلا أن ذلك دائما لا يشكل ذريعة للقول بأن الولاية لم تستفد من برامج تنموية، وأضاف أن العمل التنموي حلقة متواصلة تتطلب تظافر جهود الجميع من مسؤولين ومنتخبين وحتى المواطنين الذين يرى فيهم خير شريك في التنمية، وفي رأيه، فإن هذه الانتخابات تعد فرصة للشباب، خصوصا العينات التي ستدلي بأصواتها لأول مرة وتعبر بكل حربة عن تطلعاتها، وربط محدثنا نجاح الانتخابات بمدى التوعية الواسعة والمشاركة الفعالة للمواطنين الذين دعاهم بالمناسبة للخروج بقوة يوم الاقتراع، لاختيار ممثليهم من عجينة الأكفاء النزهاء الذين يضعون مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، لقطع دابر الشك وسد الطريق أمام دعاة المقاطعة.

نختار الأنسب ونتجنب المحسوبية والمحاباة
كما لمسنا نفس الانطباع لدى رئيس «جمعية حماية البيئة لولاية باتنة»، السيد عمار لونيسي الذي اعتبر هذه الاستحقاقات تحولا في المسار الديمقراطي، ولابد عندئذ أن نختار الأنسب ونتجنب المحسوبية والمحاباة ونتفادى فكرة العروشية في الاختيار الذي يتطلب مراعاة عدة شروط يجب توفرها في ممثل الشعب في المجالس المحلية المنتخبة. وهو اختيار كما أضاف يضمن خدمة الوطن والتنمية المحلية، باعتبار أن كل مشروع مقرون بخدمة التنمية، وما يقوم به المصوت في حقيقة الأمر لا يغدو سوى واجب وطني.واعتبارا لذلك، يرى المتحدث أن للجمعيات المحلية دورا آخر باعتبارها همزة وصل بين المواطن والسلطة، بنقل انشغالاته مع اقتراح الحلول اللازمة، تفاديا للفوضى التي أعقبت عدة احتجاجات عبر عدة مناطق في مقابل وجوب توفر رجع الصدى للإسهام في معالجة كل القضايا التي لها صلة بانشغالات المواطنين.
كما ركز محدثنا على دور الحركة الجمعوية للإسهام في أدوار التحسيس بأهمية هذه الانتخابات والدعوة للمشاركة فيها بقوة، إيمانا من الجمعيات المحلية بدورها الريادي والغايات من تواجدها الميداني وشجب الدور السلبي لبعض الجمعيات التي يفترض فيها، في المقام الأول، أن تقوم بالأدوار المنوطة بها من عمليات تحسيس وتوعية الشباب بالمواطنة، كضرورة ملحة تقتضيها أبجديات الممارسة الديمقراطية وناقلة لانشغال المواطنين وهمزة وصل بينهم وبين السلطات. وحسب السيد لونيسي الذي يقر بوجود التنوع في الوعاء الانتخابي بعد نشر قوائم التشكيلات السياسية التي تتنافس على مقاعد في هذه الانتخابات، فإن ثمة وجود تمثيل لمختلف الشرائح الاجتماعية، مما يؤدي، حسبه، إلى مراقبة آلية لهذه الاستحقاقات التي ستميزها الشفافية دائما في نظره، كما جدد دعوته للمواطنين للإقبال على صناديق الاقتراع، لأن العزوف الانتخابي بحسبه، سيؤدي إلى فتح المجال للتأويلات، وفي نفس الوقت أقر بوجوب الالتزام بوعود الحملة الانتخابية من قبل المترشحين، مدركا أهمية الإعلام في التواصل بين المنتخب والمواطن، وشدد على ضرورة تخصيص حصص بالإذاعة ولو مرة في الشهر، لوضع المواطن في الصورة عما يبذل من جهود في خدمة التنمية وشرح البرامج المختلفة التي تستفيد منها الولاية.
وضمن محطتنا التي قادتنا في جولتنا إلى جامعة باتنة، بحثا عن إجابات لأسئلة «المساء» حول الانتخابات المحلية، قمنا برصد مجموعة من آراء الطلبة الذين أكدوا بأن لديهم ميولات فطرية، باعتبارهم نخبة مستقبلية مثقفة تجبرهم لاختيار المرشحين الذين يرتاحون إليهم، وبالنسبة إليهم، فإن هذا الارتياح تحدده مدى قدرة المترشح في إقناع المصوتين بمدى تزكيتهم لمسؤوليات جسام، لأنها تتعلق بنقل انشغالات وتمثيل للمواطنين بهذه المجالس المنتخبة التي تتطلب، حسب الطلبة، طرح البديل من خلال برامج فعلية دون استنساخ، وتضع في المقام الأول خدمة المواطن والإسهام في بعث التنمية. وأضاف أحدهم أن الحركة الجمعوية مطالبة بتحسيس المواطنين بأهمية هذه الاستحقاقات، والعمل على إنجاحها من خلال مشاركة قوية.

حسن الاختيار سيمكن النزهاء من الفوز
وقالت من جهتها السيدة سليمة بن سبع، رئيسة «جمعية يوغرطة لإبداعات الطفولة والشباب لولاية باتنة؛ «يجب اختيار المرشحين بصورة دقيقة، حتى يكونوا مقبولين لدى الجميع، ويكونوا فعلا أصحاب فكر وسائرين على درب الشهداء، باعتبارهم القدوة، وأوضحت المتحدثة أن الوقت مناسب في نظرها لتجسيد المشاركة القوية لاختيار المرشحين النزهاء والأكفاء وكل من لديه نية خدمة الوطن بإخلاص، ودعت، بالمناسبة، مواطني الولاية لاكتساح الصناديق يوم الاقتراع دون أن تفوت الفرصة لطرح انشغال يتعلق بالطفولة وتفعيل دور الجمعيات المعنية بها، من خلال برامج علمية تأخذ في الحسبان التكفل الجدي بالبراءة.
أما عن دور الجمعيات، فقالت بأن دورها فعال في هذه الاستحقاقات لشحن الطاقات الحية بالبلاد، خصوصا فئة الشباب حاملي المشعل مستقبلا، مدركة أهمية دور الجمعيات في عمليات التوعية والتحسيس، تحدثت بإسهاب عن دور المنتخبين في خدمة التنمية بالمنطقة التي عرفت انتعاشا كبيرا خلال العشرية الماضية، والتي لم يضاهها انتعاش بالمثل قبل عشر سنوات خلت، كما ركزت على دور المواطن في اختيار مرشحيه بكل ديمقراطية واختيار البرامج المثلى، واعتبرت من جهة أخرى هذه الاستحقاقات، بالموعد الحاسم بعدما حذرت من الانسياق وراء الحملات المغرضة التي لا تريد الخير للجزائر، بوصفها انتخابات تعني في المقام الأول بعث الحركية في المجال التنموي، حيث تأخذ في المقام الأول تحسين الإطار المعيشي للمواطنين.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)