لم يطّلع الغرب على أعمال باختين إلاّ مطلع سبعينيّات القرن الماضي إذ لعبت تلك الأعمال دورا حاسما في تطوّر النّظريّة الأدبيّة واللّسانيّة. وذلك بإحداثها نقلة إجرائيّة بخصوص مسألة الكلام La parole. ففي الوقت الذي كان فيه التّحليل منصبّا حول بنيات الملفوظ (اللّسانيّ والأدبيّ)، بدأ الاهتمام تدريجيّا يتّجه صوب تحليل التّلفّظ. فبالإضافة إلى اكتشاف أفعال الكلام ساهم اكتشاف الحواريّة في هذه النّقلة التّطوّرية. وبذلك استطاع الحقل اللّغوي الإفادة من منجزات الحواريّة أثناء درسه النّقديّ للبنيوية الأدبيّة، التي تصوْرنت داخل المعطى اللّسانيّ متعلّقة بوهم المحايثة. فكانت الحواريّة فرصة لانعتاق النّص وانفتاحه على آفاقه الخارجيّة،غير تلك التي وسمت المشهد النّقديّ ما قبل البنيويّ. فساهمت بذلك الحواريّة في تجاوز رهانات البنيويّة المنغلقة من جهة، وفي التّخلّص من مجرّد عودة جوفاء إلى السياق.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 23/02/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - حمد مرزوق
المصدر : التعليمية Volume 6, Numéro 2, Pages 88-91 2016-12-01