الجزائر

المراكز التجارية بالجزائر.. بنايات شبه مهجورة ومحلّات يترصّدها الإفلاس!


أصحاب المحلات بمركز باب الزوّار يطالبون بإلغاء تسعيرة "الباركينغ" ويرفضون زيادات الكراء"القدس".. ثاني مركز بإفريقيا يتحوّل إلى سلسلة من المحلّات المغلقة

يواجه عدد من المراكز التجارية الضخمة، في مقدّمتها فضاءات فاخرة بالعاصمة، قلة إقبال المواطنين وغلق عدد من محلاتها رغم عدم مرور وقت طويل على تدشينها، في الوقت الذي تحوّل عدد من هذه المراكز إلى مجرّد بنايات مهجورة نتيجة عدم استقطابها للزبائن، رغم أنه تم تصنيفها كأكبر المراكز التجارية بإفريقيا.
غلق محلّين وانسحاب "ماركات" عالمية من المركز التجاري باب الزوّار
قالت مصادر من مركز التسلية والترفيه لباب الزوار إن عددا من المحلات بالمركز تعاني من مشاكل مالية بالجملة وتهديدات بالإفلاس والغلق، رغم أن قيمة الإستثمار في هذا المركز التجاري بلغت 7 ملايير دولار، ما يعادل 70 مليون أورو.
وصرّح ذات المتحدّث أن أقاويل عديدة باتت متداولة مؤخرا بالمركز التجاري لباب الزوار، والذي يعتبر الأضخم على الإطلاق بمنطقة المغرب العربي، تفيد أن إدارة المركز التابع لمجموعة شركات "فالرتيس" السويسرية، تستعدّ لرفع تكلفة الإيجار للمحلات، والتي يبلغ عددها المائة محل، وعددا كبيرا من المطاعم والمقاهي، علاوة على سينما متعدد القاعات، وهذا بغرض تدارك الخسارة وتعويضها في أقرب الآجال، إلا أن أصحاب هذه المحلّات عبروا عن امتعاضهم فور بلوغهم الخبر، خاصة أن مجموعة من فضاءات المركز قد أغلقت أبوابها، مثل "البولينغ" وأحد المطاعم الآسيوية، مع احتمال غلق متجر الألبسة المعروف "فاشين بلانت" في الأيام القليلة القادمة، والذي بات واضحا للزبائن المتوافدين عليه تأهبه ليوصد أبوابه.
كما عبّر عاملو وموظفو المركز عن استهجانهم الشديد من التهاب أسعار "الباركينغ"، إذ يضطر هؤلاء العمال إلى دفع مبلغ 6000 دج شهريا حتى يتسنى لهم ركن سياراتهم بموقف المركز التجاري، أي ما يفوق 7 ملايين سنتيم سنويا. وما زاد الطين بلة هو إجبارية دفع مبلغ الاشتراك السنوي كاملا، ما أثار حفيظة أصحاب المحلات وموظفي المركز واصفينه بالمبالغ فيه وغير المعقول.
كما يضطر، في هذا الإطار، زائرو المركز إلى دفع ثمن باهض لركن سياراتهم داخل الموقف، الأمر الذي لا يستحسنه الزبائن البتة.
المركز التجاري "القدس" يتحوّل إلى بناية شبه مهجورة
من جهته، تحول مركز القدس بالشراڤة، والذي افتتح أبوابه سنة 2008، إلى مجرد بناية شبه مهجورة لا تسكنها إلا الأشباح، حيث بات هذا الأخير بعد أشهر من فتحه لا يستهوي الزبائن بفعل الأسعار الملتهبة التي يطرحها هذا الأخير، وهو ما جعل ناشطين به يجزمون على أنه تحول إلى سلسلة محلات فارغة.
ولقد صمّم هذا المركز الدّولي للتجارة والأعمال، والذي يعتبر ثاني أكبر مركز تجاري بإفريقيا، من طرف شركة سيدار الرائدة في هذا المجال، وهو يعتبر أوّل وأكبر مشروع عقاري من نوعه في الجزائر، وتقدّر مساحته الإجمالية بحوالي 165.000 م2.
السوق الفوضوية تهدّد بإفلاس المركز التجاري بباش جراح
المركز التجاري "حمزة" بباش جراح، هو الآخر شهد، خلال الموسم الشتوي الحالي، ضعف إقبال المواطنين عليه، في حين يجمع البائعون والتجار الذين ينشطون به أن سبب ذلك هو إعادة تصريح الحكومة لأصحاب الطاولات والتجارة الموازية بالنشاط، بعد قرار حظر ذلك السنة المنصرمة بقرار حكومي واجتماع مجلس الوزراء، وهو ما أوضح محدّثنا أنه بات يشكّل عبئا ثقيلا على المركز الذي يقع على ضفافه سوق فوضوي لبيع كل المنتجات والمواد دون استثناء..
"كارفور" تثبت فشل تجربة المراكز التجارية في الجزائر بنقل استثماراتها للمغرب
من جهته المركز التجاري ذو العلامة الفرنسية "كارفور"، هو الآخر، شهد مشاكل بالجملة مع شريكه "آرديس" التابع لمجموعة "أركوفينيا" بسبب رخصة الاستغلال، وهو ما جعل المركز التجاري ينقل تواجده إلى المغرب في غضون فترة قصيرة من فتح أبوابه، وهو ما جعل الكثيرين يتساءلون عن سبب فشل المراكز التجارية ذات العلامات الفاخرة والاستثمارات الأجنبية في الجزائر، بالرغم من أن شركة أرديس علّقت في تلك الفترة أن سبب انسحاب "كارفور" هو عدم التزامها بالمعايير العالمية.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)