الجزائر

"المرافقات" يتخلّين عن العروس هروبا من تكاليف الحلاقة


تعرف صالونات الحلاقة في السنوات الأخيرة، تطورات كثيرة في مجال الحلاقة، مست الجانب التجميلي، ونوعية الحلاقة في حد ذاتها، بعدما دخل ما يسمى ب«الحلاقة ثلاثية الأبعاد "، و"الحلاقة المعقدة "، والتجميل على طريقة النجوم؛ الأمر الذي جعل الأسعار تقفز إلى مبالغ جنونية، كل ذلك حتى تبدو العروس في أبهى حلة لها في ليلة العمر، بل و أكثر من هذا، أصبح للعروس جناح خاص بها في صالونات الحلاقة يُحجز باسمها. وكل هذه التغييرات غيرت بعض المفاهيم في تحضير العروس ومرافقتها إلى بيت الزوجية.لعل واحدة من أهم التغييرات التي عصفت ببعض العادات والتقاليد المرتبطة بتحضير العروس وزفها إلى بيت الزوجية، مرافقاتها، اللواتي عادة ما يكن من كبار العائلة؛ على غرار عمتها أو جدتها أو خالتها، حيث يتكفل والدها أو أخوها الأكبر أو خالها بإخراجها من المنزل، ومن ثمة تجلس عن يمينها عمتها أو خالتها أو أختها، وعلى الجانب الأيسر تجلس إلى جانبها واحدة من أهل الزوج، عادة ما تكون أخته أو عمته أو خالته، غير أن هذا المفهوم عرف بعض التغييرات بسبب ما أصبح يفرضه الشكل البروتوكولي على المرافقة، التي يُفترض أن تكون هي الأخرى في أبهى حلة، هذا من ناحية.
ومن جهة أخرى، أزاح الزوج هذا المفهوم بعدما أصبح هو من يتولى إخراج الزوجة من بيت أبيها، ويجلس إلى جوارها في السيارة. وعليه ضيّعت مرافقة العروس مهمة مصاحبتها في السيارة، ولم يبق لها إلا التواجد معها خلال "التصديرة ". غير أن الظهور بمظهر أنيق وتغيير الملابس كما تفعل العروس، جعل من الصعب على الكثيرات لعب دور المرافقة، يكفي، فقط، القول إن الحلاقة وحدها لمرافقة العروس قد تكلفها 8000 دج فما فوق، بدون احتساب الماكياج والملابس التي يُفترض أن تغيرها مرافقة العروس. كل هذه النفقات جعلت الكثيرات يتخلين عن القيام بدور المرافقة؛ هروبا من التكاليف، مكتفيات بالجلوس على الطاولة، والاستمتاع بتناول الحلويات، ومشاهدة العروس.
وعلى حد قول شابة عشرينية، فإن بعض المعتقدات في السنوات الأخيرة في ما يخص تجهيز وتصدير العروس، قد تغيرت كثيرا بعدما أصبح الزوج هو من يقوم بمرافقة زوجته، والتصدر معها، مشيرة إلى أن مرافقة العروس أصبحت تكلف مبالغ مالية كبيرة، ومضيفة: "أنا شخصيا أفضل أن أكون من ضمن المتفرجين، على أن أدفع مبالغ مالية كبيرة على تسريحة، سرعان ما تفقد بريقها قبل انتهاء العرس حتى". وأكدت أخرى أن تكاليف تسريحة العروس تعرف في السنوات الأخيرة، ارتفاعا جنونيا؛ حيث تتجاوز عتبة 20 ألف دينار.
وإذا كان هذا الأمر مقبولا بالنسبة للعروس التي يُفترض أن تكون في أبهى حلة لها، فإن تسريحة مرافقاتها تتراوح بين 7000 و9000 دج، وهو مبلغ كبير. وتضيف المتحدثة: "لذا أعتقد أن الحلاقات أصبحن يبالغن في فرض أسعار مرتفعة بمجرد أن يعرفوا أن الزبونة عروس، ولديها مرافقات، فيفرضن منطقهن، ويقترحن بعض التسريحات من باب الظهور بمظهر جميل مع العروس ".
.. ماذا عن رأي الحلاقات في الموضوع؟
أجمعت بعض صاحبات صالونات الحلاقة اللواتي زارتهن "المساء "، على أن تكاليف الحلاقة خاصة بالنسبة للعروس، ليس مبالغا فيها ولا جنونية، وإنما هي معقولة جدا بالنظر إلى الجهد المبذول، والمواد المستعمَلة. وأكثر من هذا، تسريحة الشعر، التي ترغب العروس في مشطها، فكل عروس تأتي إلى صالون الحلاقة لديها نموذج ترغب في أن تحصل عليه؛ سواء في مجال التجميل أو الحلاقة، وما على الحلاقة إلا أن تستجيب لطلب الزبونة.
وحسب سلطانة، صاحبة محل حلاقة نسائية بالبليدة، فإن الأسعار تبدأ من 18 ألف دج وتصل إلى 30 ألف دج، بينما بالنسبة للواتي يرافقن العروس واللواتي يرغبن أيضا في أن يكن على قدر كبير من الجمال، فتتراوح تسريحاتهن بين 6 آلاف و10 آلاف دج، مؤكدة أن الأسعار تخضع لعدة اعتبارات، خاصة ما تعلق منها بالمواد المستعملة، والتصاميم التي يتم اختيارها، مشيرة إلى أن من الخطأ القول إن الأسعار مبالغ فيها؛ لأن الحلاّقة تسعى، أيضا، إلى تطوير نفسها، وتشارك في دورات تكوينية لتكون في مستوى التغيرات التي يشهدها عالم التجميل والحلاقة، معلقة بأن واحدة من التطورات تتمثل في إنشاء جناح خاص بالعروس، يُحجز لها، ولا تخرج منه إلا وهي في كامل أناقتها.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)