تعزز قطاع الشباب والرياضة والثقافة بسبدو خلال هذه السنين بجملة من الهياكل القاعدية، كلفت الخزينة العمومية أموالا ناهظة، كان الهدف منها توفير فرص الترفيه والتسلية والتحصيل الثقافي لدى فئة الشباب. للأسف، لم تتحقق الأهداف المرجوة بالشكل المرجو باعتراف نشطاء الحركة الشبانية والمتتبعين لأمور الثقافة والشباب لعدة عوامل، منها على وجه الخصوص البطالة التي تثقل كواهل نسبة كبيرة من شباب الأحياء الشعبية،
بحيث لم تنجح سياسة التشغيل بالعقود في امتصاص هذه الظاهرة الخطيرة. وفي ظل اتساع رفعة البطالة وتفشي الآفات الاجتماعية والانحرافات، تبقى المرافق الشبابية المنجزة من قبل مديرية الشباب والرياضة أو مديرية الثقافة عاجزة عن جلب العشرات من العاطلين عن العمل من المواطنين إلى خدماتها والدفع بهم لاستغلال الفضاءات المسخرة لصالحهم. فيما تجري اشغال انجاز مشروع كبير بقيمة 12 مليار سنتيم حسب مصادر متطابقة مركز شباني ترفيهي وعلمي من عدة طوابق بواجهة مقر الدائرة، يأمل المتتبعون أنّ يستقطب اهتمامات الشباب وأن لا يصبح شبه هيكل بدون روح وأنّ يجد مؤطرين متخصصين في الأجنحة المبرمجة به، مع العلم هناك العشرات من المرافق الشبانية المنجزة والمجهزة عبر تراب الولاية، تعاني نقصا كبيرا في التأطير، باعتراف القائمين على القطاع والذين كثيرا ما يلجؤون لملء هذا النقص الملفت للانتباه الى متخرجي الجامعات وتشغيلهم بعقود قابلة للتجديد.. إن الزائر لحي الشهيد بوعناني حسين، يجد مركزا ثقافيا بهندسة معمارية جميلة، يتوفر على العديد من القاعات ومجهز بالكراسي وبجملة من الوسائل الترفيهية ومقهى، إلا أن زواره يعدون على الأصابع لكون الاهتمامات منصبة على مشاكل اجتماعية بالدرجة الاولى، مع العلم كلف هذا المركز التابع للبلدية ما لا يقل عن 55 مليون دينار جزائري. وبجانب المسبح الشبه الأولمبي الذي يعد مفخرة لسكان المنطقة ومكسبا رياضيا ثمينا، يوجد مرفق شباني، دار الشباب الجيلالي اليابس، التابع لمديرية الشباب والرياضة بتلمسان، وهو المرفق الوحيد الذي يتميز بالحركة والنشاط وتردد الوافدين إليه لكونه يتوفر على فضاء للانترنت، يقصده هواة "النت" من الطبقة المتوسطة والفقيرة التي لا طاقة لها ماليا لجلب الانترنت الى السكنات العائلية. أما المكتبة العمومية المنجزة والمجهزة من طرف مديرية الثقافة لولاية تلمسان، وفي غياب ربطها بشبكة الانترنت لحد الآن، تبقى خدماتها بعيدة عن اهتمام الشباب إلا القليل منهم. كما لمسنا عزوف المنتمين لقطاع التعليم من تلاميذ وأساتذة عن طلب خدمات المرافق الشبابية والثقافية، وإن حاول القائمون على شؤون المركب الرياضي الجواري بحي المطمر الترويج لخدماته تبقى عدة انشغالات تبحث عن تجسيد.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 26/11/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : نسرين ع
المصدر : www.eloumma.com