الجزائر

المرأة و... تعلم فن حياكة لباس التشريع



المرأة و... تعلم فن حياكة لباس التشريع
المرأة و ... تعلم فن حياكة لباس التشريع
Women and ... learn the art of weaving clothing legislation
يشكل الحدث البارز على الساحة السياسية الوطنية التي انتعشت نوعا ما بحلول موعد الانتخابات التشريعية المقبل، مصدر اهتمام وانشغال معظم الناس وحتى الأسر الجزائرية على غير العادة، لأن جديد هذه التشريعيات يحمل عنوانا سياسيا بارزا وهو قانون ترقية المرأة الجزائرية سياسيا. وأهمية مشاركة المرأة الى جانب الرجل في ادارة وانجاح نموذج بيت التشريع الحقيقي الواعد في الجزائر مستقبلا.
وفي سياق الحديث عن دور المرأة في الاضطلاع بمهمتها النيابية التي تعرف جدلا واسعا في مجتمع متحفظ وهل يمكن للمراة فعلا ان تفرض وجودها وعزيمتها في أداء واجب التمثيل الشعبي لها والتمكن من حسن تدبير أمور البيت التشريعي ، فقد أجبت جليسي على انشغاله مستشهدا بدورها الريادي في ثورة نوفمبر المجيدة الذي يشكل الحافز المعنوي والدافع القوي لرغية المرأة بالمجتمع الجزائري مشاركة الرجل خدمة الوطن على قدر المساواة.
ولقد اثبتت المرأة الجزائرية على مر العصور والأزمنة أنها جديرة بالثقة والمسؤولية بداية من الكاهنة الى لالة فاطمة نسومر مرورا بحسبية بن بوعلي واخواتها من الحرائر اللائي صنعن مجد الجزائر وكتبن تاريخه بأحرف من ذهب،
ولا أشك في قدرة المرأة الواعية المتعلمة والمدركة لحقيقة الواقع وأبعادة أن تفشل في الأداء والاضطلاع بمهتها الوطنية في تقديم الأفضل مما أكتسبته من خبرات ومهرات ناجحة في ادارة البيت الأسري الذي يرمز لكل بناء سليم وهو النواة او الخلية الأساسية في بناء المجتمع تجسيدا لقول اأمير الشعراء '' المرأة مدرسة ان أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق '' ولأقناع سائلي بدور المراة في انجاح ادارة البيت التشريعي كان علي أن أهتدي الى هذه الصورة لعلي افلح في اقناعه ، وهي عبارة عن قصة لأمرأة فقدت زوجها الذي ترك لها مجموعة من الأطفال الصغار، وقد تحملت مسؤوليتها بالكامل في التربية والرعاية والتعليم وحققت المبتغى والهدف حينما تمكنت من لمس نتائج جهدها المضني وتفانيها في اداء الواجب العائلي وهي ترى وتعانق مهندسها وطبيبها وأستاذها وكان ذلك حلمها الذي تحقق بعون الله وفضله ورشده.
وبرأي الشخصي المتواضع يكمن ان نعطي الفرصة للمرأة ونمنحها الثقة اللازمة والتفويض القوي للتمكن من فن خياطة لباس التشريع الجزائري لأنها في الأصل تمتاز بخاصية لا يتوفر عليها الرجل بالقدر الكافي وهي '' الحنان والشفقة '' وهي الخاصية التي ستجسدها حتما في النصوص التشريعية الموجهة لخدمة الوطن والمجتمع والصالح العام.
ويبقى على ممثلي الشعب في البرلمان القادم ان يؤسسوا من جديد لفعل تشريعي هادف بكل المقاييس يستجيب لتطلعات وطموحات المجتمع الجزائري ويهتم بالقدر اللازم بانشغالاته واهتماته ، وأن يسعى الى استرداد حقه الطبيعي الغائب في سن التشريعات والقوانين على نهج النظام البرلماني عوض الرئاسي الذي يسعى دائما الى تفضيل خدمة مصلحة الدولة على حساب مصلحة الشعب.
على أن يرقى أيضا سلوك النواب مستقبلا الى مستوى المسؤولية والثقة والتفويض الشعبي ليكون حال لسانه وليس مجرد ألة للموافقة وتمرير القوانين أو الاكتفاء بدورالمتكل والجاهز للتصفيق والتصويت برفع اليد على كل وصفة طبق أكل تنجز تفاصيل مكوناته الحكومة التي أرمز لها بـ (( الخادمة )) وهذا ما ترك الانطباع لدى عامة الناس بان دور البرلمان في الجزائر فقد مصداقيته لأنه صار يمثل في الحقيقة دور الجهاز الحكومي بوظائف سامية وبمرتبات وعلاوات تسيل اللعاب .ويفضل الكثير بتسميته '' بنادي رجال المال والأعمال '' و يخلص الكثير في النهاية الى قناعته بأن دور المرأة في النادي التشريعي يقتصر على اضافة ديكور بلون نسائي زاهر ولافت للبصر يهتم تحديدا بتزيين رواق الواجهة السياسية بينما تنشغل فيه المرأة البرلمانية بتعلم فن التشريع الممكن في التطريز والحياكة والخياطة للباس التشريع في الجزائر.
16/03/2012 مرزي فاضل



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)