الجزائر

المرأة للمتعة والرجل للإنجاب!



قديما كان الزواج رباطا مقدسا، قوامه المودة والرحمة والسكن، لكن حاليا تغيرت المفاهيم وغلبت الحيلة فأصبح عبارة عن صفقة رابحة، لكل طرف هدف يصبو لتحقيقه ولو من خلال الإقدام على زيجة غير متكافئة، كامرأة تمتلك عديد المقومات لكن خانها الحظ ووصلت لسن حرج فاختارت الاقتران بمن لا يناسبها كي تلحق قطار الأمومة قبل فوات الأوان، ورجل فتنته امرأة سيئة الخلق فضمها لحياته من أجل المتعة متجاهلا ميوعتها ورعونتها لأن هناك ما يشفع لها، وغيرها من الأمثلة كثير!وإن جئنا للواقع، وجدنا نصائح الصديقات وحتى الأمهات للمرأة التي بلغت سنا معينا أن تقبل بأي شخص يتقدم لها كي تنجب طفلا أو طفلة وبعدها تهجره إن أرادت أو تكمل حياتها معه على مضض، والمهم أن تحظى بالذرية قبل أن يجف منبع بويضاتها وتبقى وحيدة طول عمرها، وهذا تفكير منطقي إن كان الرجل المتقدم صالحا، لكن ماذا عن اللواتي يرتمين في أحضان السكارى والمرضى وحتى المجانين من أجل الظفر بلقب أم؟ ماذا عن اللواتي يحكمن بالإعدام على أنفسهن من خلال الارتباط بالمنحرفين والشواذ والمدمنين، فقط في سبيل طفل؟
ونفس الأمر ينطبق على الرجل، إذ كيف يدخل فاسقة إلى بيته ويمنحها لقبه وينجب منها أطفاله؟ ماذا يتوقعها فاعلة به وبهم؟ هل جمالها يشفع لها لدرجة تجاهل سوء أخلاقها؟ وهل من تربت على التفسخ والانحلال تصلح لتربية الأجيال أم أن الزواج وجد فقط من أجل المتعة ولا شيء غير المتعة؟؟
إن طريقة تفكير الناس اختلفت كثيرا مؤخرا، فبعدما كان شرط القبول بالرجل دينه وخلقه، وبعدما كانت الزوجة الصالحة مقصد كل باحث عن التعفف، أصبحت المصلحة سيدة كل موقف، وأصبح الزواج كغيره من التعاملات الربحية، قائما على الحاجات الشخصية دون التفكير في الأبعاد والأهداف وسبل التأسيس الصحيح للبيت السعيد..
ولقد شاركت في نقاشات كثيرة بخصوص هذا الموضوع بالذات ووجدت الأغلبية الساحقة تفكر بهذه الطريقة، والحجة دائما الظروف، فهل المرأة التي فاتها قطار الزواج عليها أن تلحق بقطار الأمومة مهما كان الثمن؟ هل زواجها من سيء الخلق وإنجابها منه سيوفر بيئة جيدة لفلذة كبدها التي حاربت من أجل الظفر بها؟ ألا يعتبر عدم الإنجاب أفضل من إضافة ضحية جديدة للظروف؟ ثم كيف ستكون الحالة النفسية لتلك الثمرة التي نمت عن طريق ذاك الزواج؟
وبشأن المتعة فهي مطلب في الحياة الزوجية أكيد، لكن ينبغي أن لا تكون الهدف الأسمى من الزواج، لأن ما بني على مصلحة فهو زائل وما بني على حسن نية فهو دائم، ولننظر إلى تاريخ الأولين الذين نجحت علاقاتهم وفتحوا بيوتا تحفها ورود الفرح والسعادة والخير الكثير.. لننظر كيف كانت اختياراتهم وعلى أي أساس لنتبع خطاهم، قبل أن يقع الفأس على الرأس.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)