الجزائر

المرأة لا تغامر في حالة وجود خلل



أصبحت النساء اليوم يستعن بشكل كبير بالسيارة، سواء من أجل الذهاب إلى العمل، أو لاصطحاب الأطفال إلى المدرسة أوهدف التسوق حتى السفر، وبعدما كان الرجال أكثر إلماما بهذه الوسيلة منذ زمن بعيد، هاهي الجزائرية اليوم تدخل بقوة هذا العالم، لتصبح كثيرات منهن من الماهرات في السياقة، لكن هل بقدر مهارتهن في السياقة هن متمرسات في الجانب التقني للسيارة؟.. حاولت "المساء" هذا الموضوع معرفة مدى تحكمهن في جانب الصيانة ، وهل لحواء الفضول في فتح غطاء محرك السيارة لمراجعتها أو لمحاولة صيانتها في حالة وجود أي خلل؟للإجابة عن هذه الأسئلة، تحدثنا إلى الجنسين، وقد تبين لنا أن غالبية النساء ليست لديهن تلك الثقافة وغالبا ما تقف معلوماتهن في نوع السيارة أي "موديلها"، جمالها أو لونها، كما يستعن في قرار شراء السيارة برأي الرجل، سواء كان أبوها زوجها أخوها ، أو حتى زميل لها في العمل، لتسأل عن أفضل نوع، منها سرعتها، عدد أحصنتها، سعة خزان الوقود، قوتها، انتعاش المحرك، الراحة والسلامة، كلها تفاصيل لم تكن تعرفها مسبقا بل تعلمتها بعد شرائها لسيارة، وقيادتها لفترة معينة، حتى تدرك خلالها بعض الأساسيات لتنتقل في مرحلة ثانية إلى معرفة أكثر حول ذلك العالم، من خلال اكتشافها لأجزاء أخرى من السيارة دون الوصول إلى المحرك، عادة ما تكون تلك الأجزاء سطحية، ولن تكتشف المرأة المحرك إلا في حالة حدوث مشكل أو عطب معين فيه.
حول هذا، اقتربنا من (إنصاف) 30 سنة، أوضحت أن اقتناء سيارة لم يكن بالنسبة لها مهمة سهلة، وإنما استلزم ذلك عدة أشهر لاختيار نوع محدد، حتى وإن تدخل عاملان أساسيان "سعر السيارة" وتوفرها في السوق، في الخيار، إلا أنه كان من الضروري معرفة "جودة" السيارة وتوافقها مع معايير السلامة قبل اقتنائها، مشيرة إلى أن مشكل الصيانة لا يظهر إلا بعد فترة من الزمن، عادة تكون 5 سنوات لسيارة جديدة وجيدة. وأوضحت المتحدثة أنه اليوم مر على شرائها للسيارة 3 سنوات ولم تشتك من مشكل في المحرك، إلا بعض التفاصيل السطحية الصغيرة التي هي الأخرى لا تفقه فيها شيئا، مما يجعلها تستعين في كل مرة بميكانيكي مختص، مؤكدة أنها لا تكتفي أبدا برأي واحد، وهو ما يجعلها تقود سيارتها إلى مرائب عديدة لمعرفة مصدر المشكل، قائلة: "لعل تكرار الذهاب عند الميكانيكي هو ما يجعل المرأة تحمل بعض المعلومات عن سيارتها، لتتبنى بذلك بعض المصطلحات الميكانيكية وتنجح في استعمالها، لكن دون فتح المحرك أوالنزول مثلا تحت السيارة لإصلاحها".
من جهتها قالت زهرة: "أمضيت 10 سنوات وراء المقود، لكن هذا لم يجعلني خبيرة ميكانيكية، إلا أنني أصبحت أدرك أسباب العديد من المشاكل، وبمجرد سماع صوت غريب في المحرك آخذها إلى الميكانيكي لإصلاحها"، موضحة أن خبرتها في القيادة لم تدفعها إلى تعلم أسس الصيانة والميكانيك.
حول وعي المرأة بأهمية مراجعة السيارة من حين لآخر، ومراقبة بعض التفاصيل يوميا قبل تشغيلها والانطلاق بها، قالت شهرزاد: "لم يكن لدي ذلك السلوك ولو ليوم واحد منذ أن تعلمت السياقة وأصبحت لدي سيارة خاصة إلى حين يحدث مشكل معين على الطريق، وهذا يجعلني أقودها مباشرة إلى ميكانيكي خاص".
ولعل دخول تلك الثقافة تدريجيا إلى تفكير النساء، جعلهن يهتمن أكثر بجانب الصيانة والمحرك وكل ما يتعلق به، دون أن نهمش بعض النسوة اللواتي تخصصن في الميكانيك، والدليل على ذلك ترويج إحدى العلامات التجارية لسيارة أصبح إنتاجها يتم في الجزائر عبر إشهار يوضح أن امرأة مرتدية لزي خاص بالميكانيكيين وكانت تصون السيارة.
على صعيد آخر أوضح فاتح، أن عدم تحكم المرأة في الجانب التقني للسيارة والصيانة بأجزائها يمكن حدوثه، وإنما العادة جعلتها تضع في تفكيرها أن الميكانيك خاص بالرجل، مشيرا إلى أنه في حالة حدوث أي مشكل في سيارة الإناث في البيت غالبا ما تتركه المرأة لرجال البيت لإصلاحه، وهذا راجع لثقافة متوارثة. أوضح في نفس الخصوص أن لبعض النساء أحيانا حكمة أكثر في مراقبة السيارة من حين لآخر، إذ تتمتع المرأة بدقة الملاحظة حتى وإن لم تصلح سيارتها بنفسها، إلا أنها مباشرة تأخذها عند الميكانيكي، سواء لمراقبة الزيت، أو عجلة السيارة أو غيرها من التفاصيل الأخرى التي قد تجعل سيارة الرجل تتعطل وسط الطريق بسبب نفس المشاكل التي يهمشها، في حين المرأة لا تغامر أبدا بذلك.
❊نور الهدى بوطيبة


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)