المدية تحافظ على عاداتها بأطباقها الشهية

تزخر ولاية المدية بعادات وتقاليد ورثتها عن السلف السابق، تتميز بها عن الولايات الأخرى. ولعل أشهر الاطباق التي تختص وتتزين بها المائدة المدانية في ذكري عاشوراء، والتى تصادف 10من محرم كل عام، نجد شطيطحة بالمخ، والخليع، والعصبان، والطبيخة.تعرف منطقة المدية بطابعها الفلاحي وتضاريسها الوعرة، إذ تكثر فيها حقول القمح والشعير وأشجار التفاح والكروم بالإضافة الى تربية المواشي من أغنام وأبقار ودواجن. كما أن المدية معروفة ببرودة شتائها الذي كان له تأثير كبير على تنوع مأكولاتها الشعبية مع كل مناسبة، فالعائلة المداينية تدخر في فصل الصيف كميات هامة من مشتقات الحبوب، كالكسكسي والمحمصة والدشيشة والبركوكس، لتقاوم بها برد الشتاء، الى جانب الخليع، أو اللحم المجفف الموضوع فوقه الملح الذي يترك مدة شهر كامل قصد أكله في عاشوراء.أما عن الخضروات والفواكه، فسكان المدية يعتمدون على طريقة التصبير، كتصبير الطماطم والفلفل والزيتون ويجعلون من الفواكه المتنوعة، على غرار التفاح والإجاص والتين والمشمش والعنب، مربى يغنيهم عن المربى المعلب الذي يباع في الأسواق.ومن أشهر الأطباق التي تختص وتتزين بها المائدة المداينية في ذكري عاشوراء، طبق شطيطحة بالمخ، الذي يحضر بمخ الخروف والطماطم والثوم وحبات من البيض، بالإضافة الى طبق مشهور، هو العصبان، الذي يستهلك في الشتاء بكثرة وفي المناسبات كحفلات الزفاف وعيد الأضحى. والعصبان عبارة عن قطع صغيرة من الكبد والرئة وقليل من التوابل والثوم والطماطم تجمع في قطع من معدة الخروف، وتخاط وتطهى وتقدم ساخنة على شكل كريات تشابه حبة البرتقال . أما في بعض المناطق الأخرى على غرار مدينة تابلاط وبني سليمان، فالعصبان يحضر بطريقة مغايرة، حتى أن اسمه يتغير من العصبان الى الدوارة أوالبكبوكة بنفس المكونات. ويعتبر طبقا رئيسيا بدون منازع كذلك من الأطباق التي تشتهر بها المدية، طبق البلبول، الذي هو عبارة عن خبز يابس يهرس ويفتل على شاكلة الكسكسي مع الزعتر ويمزج بالسكر عند التقديم. من جهة أخرى، تلجأ الكثير من العائلات بولاية المدية في عاشوراء الى تقديم المهيبة إلى العروس المستقبلية، والتى تتمثل أساسا في خاتم من ذهب ولباس، بالاضافة إلى نصيب العروس من لحم عاشوراء. كما تكون الفرصة متواتية لأهل العروسين للتشاور والتفاهم عن مقدار المهر وتحديد مراسيم الزواج.