الجزائر


تشهد مختلف المناطق الصناعية على مستوى ولاية المدية؛ حالة ركود كبيرة إلى جانب قلة الاستثمار بها، حيث تعد هذه الأخيرة أحد المراكز الأساسية لتنشيط الحركة الاقتصادية عبر الوطن ومجالا واسعاً لفتح مناصب شغل جديدة والقضاء النسبي على البطالة، وفي جولتنا للمنطقة الصناعية بالمنطقة لاحظنا نقائص عدة، وواقعا بعيدا عما كان من المنتظر أن تقدمه للاقتصاد الوطني.
الحديث عن هذه المناطق الصناعية؛ جعلنا نتصور بأن هناك حركية كبيرة وغير منقطعة، لكن بمجرد التقصي عن أكبرها مساحة، وهي تلك المتواجدة ببلدية ''ذراع السمار'' التي تبعد عن عاصمة الولاية ب 4 كلم غرباً، تفاجأنا بالركود الذي لمسناه في أرض الواقع، حيث لم نعثر إلا على بعض الورشات إن صح تسميتها بذلك.

مصانع مهجورة وأخرى تحولت إلى أطلال
بهذه المنطقة تساءلنا عن مصير بعض المصانع التي أقفلت أبوابها منذ سنوات، بعدما كانت تشغل عدداً من المواطنين، منها مصنع الجبن وغيرها، إلى جانب هذا فقد تحولت البعض منها إلى محلات تجارية خاصة بتصليح ميكانيك السيارات والحدادة، إلى جانب بقاء مؤسسة إنتاج الفرينة التي لا تزال مستمرة في العمل، وأحد المستثمرين الذي ينشط في تصنيع اللحوم، عدا هذا فإن الباقي تحول إلى مناطق مهجورة رغم اتساع المساحة.
أما ببلدية قصر البخاري التي تبعد عن عاصمة ولاية المدية ب 65 كلم جنوباً، فقيل لنا بأن المنطقة الصناعية التي تم تسلمها زمن العشرية السوداء؛ والواقعة أمام فندق مرحبا؛ لا تتوفر على مصنع يقلص من حدة البطالة التي يتخبط فيها شباب المنطقة، حيث لم نلمس سوى تواجد حمام وبعض السكنات، وأراض تعرض للبيع، في الحين أن المنطقة الصناعية الثانية التي تم تسليمها مؤخراً تحتوي على مصنع وحيد مختص في إنتاج الحليب، والذي يشغل عدداً من المواطنين، إلى جانب ذلك فلا تضم المنطقة مصانع أخرى.

المستثمرون فروا نحو الولايات الأخرى
وأمام هذا الواقع الذي يوصف بأنه غير محفز؛ سألنا عن بعض المستثمرين من أبناء المنطقة، حيث اكشفنا بأن ظروف العمل غير محفزة بالنظر إلى عدم توّفر على بعض شروط التصنيع، ومن بين أهم العوائق النقص في التزود بالغاز في هذه المناطق الصناعية، يضاف إليها إيصال الكهرباء ذات الضغط المتوسط، إلى جانب توفير المياه المخصصة، ناهيك عن بعض العراقيل الإدارية؛ التي لا تتماشى في كثير من الأحيان مع شروط الاستثمار المحلي على الرغم من أن الدولة قد وضعت تسهيلات حتى تزيد هذه الأخيرة من تنشيط الحركة الاقتصادية، وهو ما احتواه أيضاً برنامج رئيس الجمهورية، مما اضطر الكثير من المستثمرين إلى تغير نشاطاتهم نحو الولايات المجاورة الأمر الذي أدخل الكثير من العاملين إلى عالم البطالة.
للإشارة تزخر ولاية المدية، بعدة مناطق للنشاطات تبقى بدون استغلال على غرار منطقتي شلالة العذاورة، سغوان، وأكد السيد الوالي على ضرورة تفعليها، من خلال الإسراع في دراسة ملفات الاستثمار، على مستوى اللجنة الولائية للاستثمار وتحديد المواقع.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)