الجزائر

المدرسة الجزائرية بخير..اطمئنوا..



في الوقت الذي يشغل الناس أنفسهم بأحاديث "نظرية المؤامرة" التي تحيك خيوطها ضد المنظومة التربوية في الجزائر أياد خفية ، تنساب أصابعها تارة إلى البسملة فتزيلها من كتب أبناءهم ! وتتسلل تارة أخرى إلى سورة من سور الكتاب الحكيم فتحجب معانيها السامية عن عقولهم وقلوبهم ! هناك عقول وقلوب لا شغل لها إلا كدّ واجتهاد أياديها الذي ترسم لوحات جميلة لواقع المدرسة الجزائرية ، التي طالما كانت تشعّ جمالا وقيما وأصالة وستبقى كذلك ما بقيت جهود رجال ونساء التربية حاضرة على الساحة، وما بقي شركاء القطاع يؤدون أدوارهم التي يتوجّب عليهم أداءها من أجل مصلحة التربية في الجزائر.ولقد كان حضور شركاء التربية متميّزا ، مطلع هذا الأسبوع في ساحة مدرسة 19 ماي 1956 في حي بوروبة الشعبي بالعاصمة ، التي احتضنت حفل ومسابقة الإطلاق الرسمي للعبة "الشاطر" التربوية التي ابتكرها موقع IMadrassa لفائدة التلاميذ المقبلين على امتحان نهاية التعليم الابتدائي ، كأول لعبة تربوية في الجزائر تجمع بين متعة اللعب وترسيخ المعارف الدراسية في أجواء أقل ما يقال عنها أنها رائعة .
المسابقة الحدث التي شهدت مشاركة 100 من تلاميذ السنة الخامسة من الطور الابتدائي قدموا من 7 مدارس من أماكن مختلفة في العاصمة ، تمّ تنظيمها بمساهمة الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ ممثلة في نائب رئيسها الوطني السيدة باشا ، بالتنسيق مع IMadrassa الموقع الجزائري المتخصص في دروس الدعم عن بعد لجميع المستويات ، في نموذج حيّ -يستحقّ الإشادة- لتكاثف الجهود بين المدرسة وجمعيات أولياء التلاميذ والقطاع الخاص ، وحتى الفن الذي كان حاضرا في افتتاح حفل المسابقة بصوت الشاب يزيد الذي تحوّل إلى الأغنية التربوية .
الحفل البهيج الذي زادته بهجة النظافة الملحوظة لساحة المدرسة والتنظيم المحكم تحت إشراف مدير وأساتذة وإداريي الابتدائية ، ابتدأ بتلاوة لآيات من سورة العلق ( إقرأ باسم ربّك الذي خلق ) ، بعد وقوف التلاميذ وجميع الحاضرين من الأولياء والأساتذة وضيوف الشرف دقيقة صمت ترحّما على أرواح شهداء الطائرة العسكرية المنكوبة في بوفاريك ، ثم وقوف الجميع مرة أخرى لرفع العلم مع أداء النشيد الوطني بجميع مقاطعه في إيقاع حماسي مثير للإعجاب من حناجر تلاميذ في المرحلة الابتدائية ، قبل أن تنطلق المسابقة في ترتيب دقيق ، حيث تمّ توزيع المتسابقين على 20 طاولة ، في كل طاولة منها 5 متسابقين يشرف على اختبار معلوماتهم الدراسية واحد من المعلّمين أو ممثلي جمعيات أولياء التلاميذ ، إلى غاية اكتمال المسابقة وتتويج الفائزين.
وعلى هامش المسابقة ، تمّ تكريم ضيوف المدرسة في قاعتها الشرفية ، التي أبدعت أنامل التلاميذ في تزيينها والحفاظ على نظافتها ، وتزيينها بلوحات لسور القرآن القصيرة وبعض الأناشيد الوطنية ومقولات لشخصيات تاريخية خالدة.
يقال إن المشاهدة ليست كالسماع ، ومن يشاهد ما الذي يمكن أن تفعله أيادي الجزائريين من أجل المنظومة التربية الوطنية ، من مصالح الوزارة المعنية بالقطاع ، إلى جمعيات أولياء التلاميذ ، إلى الأساتذة والمعلّمين والإداريين والتلاميذ أنفسهم ، وإلى الفنانين الغيورين على وطنهم وعلى أبناء وطنهم مثل صاحب أغنية "مدرستي" ( الشاب يزيد ) ، سيزداد قناعة بأن كل هؤلاء بإمكانهم أن يفعلوا الكثير وبإمكانهم أن يحققوا كل ما يتمنوه تحقّقه على أرض الواقع في قطاع التربية ، لكن بالنزول إلى الساحة والمساهمة في خدمة المدرسة وليس بالاكتفاء بأحاديث المؤامرة على الصفحات والمواقع ، وإن كان لا بدّ من الحديث على هذه المنابر فليكن حديثا لإبراز الأمور الإيجابية والترويج للنماذج الطيبة حتى تكون مثالا يحتذى به في مدارس أخرى عبر الوطن ، على رأي السيدة باشا نائب رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ ، إحدى أبطال المدرسة الجزائرية ، التي ستبقى بخير ، طالما كانت أياديهم البيضاء يدا واحدة في خدمة الوطن.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)