الجزائر

المدارس القرآنية بورقلة... مقصد للأطفال مع بداية كل عطلة صيفية



تشهد معظم المدارس القرآنية و المساجد بورقلة إقبالا كبيرا للأطفال مع بداية كل عطلة صيفية, حيث تحرص العائلات الورقلية مع نهاية كل موسم دراسي على تسجيل أبناءها للإلتحاق بهذه المدارس و الزوايا لتعلم وحفظ القرآن العظيم على أيدي شيوخ و أئمة مؤهلين و متطوعين.و ما أن يضع هؤلاء الأطفال محافظهم المدرسية, حتى يشرعوا في متابعة دراسة من نوع آخر, واستعمال أدوات تعليمية خاصة, كاللوحة و القلم الخشبي و "الدواية" أو المحبرة (قنينة الحبر التقليدي), و هي الأدوات التعليمية التقليدية التي يتسلحون بها وهم متوجهين إلى المساجد والزوايا لتعلم أجزاء من كتاب الله العزيز الحكيم.
و تعول أغلب العائلات الورقلية على الفترة الصيفية للإستفادة منها من خلال تمكين أبناءهم من تحصيل جانب من العلوم الشرعية سيما منها حفظ حصص من القرآن العظيم عبر مختلف المرافق الدينية المنتشرة بالمنطقة, بغرض عدم تفويت الفرصة عليهم في هذا المجال الديني, نظرا لأن أغلبهم لا تتاح لهم فرصة الإلتحاق بالمدارس القرآنية أثناء الموسم الدراسي الرسمي.
و عبرت السيدة زهرة (أم لثلاث أطفال) في تصريح لوأج عن "فرحتها الكبيرة'' لمداومة أطفالها على مسجد الحي خلال كل عطلة صيفية لتعلم القرآن الكريم, مما ساعدهم -حسبها- على تحسن قواعد اللغة العربية لديهم, وأيضا ساهم هذا النوع من التعليم في تطوير مستواهم وتوسيع مداركهم التعليمية وبالتالي الحصول على نتائج دراسية "جيدة".
و يري أولياء آخرين من جهتهم أن لجوئهم إلى هذا النوع من التعليم في فصل الصيف يعود إلى تخوفهم من أوقات الفراغ الطويلة لأبناءهم, وما يطرح ذلك من أخطار السقوط في أوحال الآفات الإجتماعية في ظل انعدام وسائل التسلية والترفيه في مثل هذه المناطق من جنوب الوطن.
وأجمع أغلب التلاميذ في انطباعات رصدتها وأج أن العطلة الصيفية تعد "فرصة لا تعوض" لحفظ القرآن العظيم رغم أنهم يتابعون ذلك خلال الموسم الدراسي العادي, إلا أنهم خلال هذه الفترة يتفرغون أكثر لتعلم الأحاديث النبوية و المتون و سور قرآنية بتركيز أفضل.
و يقول في هذا الصدد الطالب عزيز (15 سنة) تلميذ في الطور الثانوي: "لم أتمكن و بسبب البرنامج التعليمي المكثف من الإلتحاق بالمدرسة القرآنية و تعد العطلة الصيفية فرصة كبيرة, حيث أتردد على مسجد الحي في كل عطلة. لقد عاهدت نفسي على ختم كتاب الله العزيز الحكيم خلال هذه العطلة'' .
أما مريم ذات الأربعة عشر ربيعا فأعربت عن رغبتها في تعلم و حفظ القرآن الكريم خلال العطلة الصيفية لأن لديها الوقت الكافي لذلك وهي تدرس وتحفظه بالمنزل تحت إشراف مدرستها وقد حفظت نصفه تقريبا .
وتعتمد عملية التعليم على كتابة آيات الذكر الحكيم على الألواح و حفظها و القراءة الجماعية للحزب المقرر و عرضها على المدرس و محوها بعد ذلك, قبل الإنتقال إلى سورة جديدة, هذا إلى جانب تعليم الكتابة و الترتيل الصحيح و مخارج الحروف.
و يقول تقي الدين مدرس بالمدرسة القرآنية بمسجد "الفجر" بحي النصر ( الضاحية الغربية لمدينة ورقلة): "نستقبل أزيد من 400 تلميذ من مختلف الأعمار خلال كل عطلة صيفية, وقد لاحظنا خلال السنوات الأخيرة رغبة واهتمام كبيرين للأولياء بخصوص توجيه أبناءهم نحو المدارس القرآنية.
دعوة إلى تخصيص أقسام خاصة لتعلم القرآن الكريم خلال العطلة الصيفية
و يفضل عدد من الأئمة ومدرسي القرآن الكريم بورقلة تخصيص أقسام خاصة لإستقبال الأطفال الراغبين في هذا النوع من التعليم خلال العطلة الصيفية, لتخفيف الضغط على المدارس القرآنية.
و يقول في هذا الشأن إبراهيم قريشي (مدرس متطوع بالمدرسة القرآنية طالب نذير بالرويسات ) ''أن أغلب العائلات تسجل أبناءها خلال فترة الصيف لتعلم القرآن العظيم, مما يشكل ذلك ضغطا على المدارس القرآنية و المساجد أيضا".
وأوضح أن هذه المدرسة القرآنية تستقبل أزيد من 80 تلميذا جديدا كل عطلة, مما يطرح -حسبه- مشاكل عدة سواء من حيث ظروف الإستقبال أو فعالية التدريس.
وبرمجت مبادرات تطوعية من طرف طلبة ممن ختموا كتاب الله العزيز الحكيم لتدريسه في تلك الفترة و ذلك بهدف تغطية النقص المسجل في طواقم المدرسين.
ويوجد من بين هذه الفئة أمينة (38 سنة) وهي مدرسة بمسجد "محمد المغراوي" بحي أولاد نصير بوسط مدينة ورقلة والتي تضمن هذا العمل التطوعي منذ 12 سنة, حيث تحرص على تحفيظ أزيد من 100 تلميذا خلال الفترة الصيفية.
وتعد ولاية ورقلة واحدة من الولايات التي يتوج طلبتها بالمراتب الأولى وطنيا في حفظ القرآن العظيم, حيث تحصلت عديد المدارس القرآنية على المراتب الأولى سنويا من حيث عدد التلاميذ الحافظين للقرآن الكريم من كلا الجنسين ومن مختلف الفئات العمرية.
و يحصي قطاع الشؤون الدينية و الأوقاف بولاية ورقلة أزيد من 400 مسجد و 27 زاوية و 30 مدرسة قرآنية, حسب معطيات مديرية القطاع.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)