الجزائر

المدارس الفقهية



تمتد أصول المدارس الفقهية إلى الصحابة، منهم المكثر من الرأي ومنهم المقل، من المكثرين: عمر بن الخطاب، علي بن أبي طالب، عبد الله بن مسعود، ومن المقلين: عبد الله بن عمر، عبد الله بن عمرو بن العاص، الزبير بن العوام رَضي الله عنهم، الكثرون يميلون بفطرتهم إلى التعمق في معاني النصوص والوقوف على مقاصدها البعيدة والبحث عن أسرار التشريع، وعدم التهيب من الإفتاء بالرأي.أما المقلون يميلون بفطرتهم إلى الوقوف عند ظاهر النصوص والمعنى المتبادر منها والتهيب من الفتوى بالرأي.مدرسة أهل الحديث
نشأت بالمدينة المنورة مهد السنة ومحضن الصحابة وعلماء التابعين ومأوى الفقهاء، سُميت بمدرسة أهل الحديث بسبب عنايتها بتحصل الأحاديث وجمع الأخبار، وآثار فقهاء الصحابة والتابعين ، كما لها فضل السبق في تدوين السنة وتخليصها من الشوائب العالقة بها.
وتمثل أصولها في الاعتماد في معرفة الحكم على القرآن أولاً ، الرجوع إلى السنة النبوية عند عدم وجود نص في القرآن، العمل بأقوال الصحابة والتابعين عند عدم وجود النصوص الشرعية. ، عدم التفريع في المسائل وافتراض الوقائع ثم البحث عن أحكامها، ولهذا كان فقهها واقعيًا لا تفتي إلا فيما وقع ، كراهية الخوض في المسائل الفقهية بالرأي.
قال ابن تيمية عن المدرسة: [أصح مذهب أهل المدائن الإسلامية شرقًا وغربًا في الأصول والفروع] صحة عمل أهل المدينة، ص17.
انتشارها:
كان عمر بن عبد العزيز يرسل إلى علماء المدينة يسألهم ويستفتيهم، وكذلك فعل أبو جعفر المنصور إذ أرسل إلى علماء الحجاز للذهاب إلى العراق لنشر السنة النبوية أمثال:هشام بن عروة ، محمد بن إسحاق، يحي بن سعيد الأنصاري.وامتد انتشارها في المغرب وخراسان بفارس وغيرها.
أشهر علمائها: مالك بن أنس: قال ابن تيمية في كتابه -صحة عمل أهل المدينة: [مالك أقوم الناس بمذهب أهل المدينة روايةً ورأيًا...].، سفيان الثوري.، سعيد بن المسيب "فقيه الفقهاء" ،الأوزاعي ،الليث بن سعد.،سفيان بن عُيَيْنَة.، وَكِيع بن الجراح.، ابن جرير الطبري.، البخاري، مسلم، النسائي، أبو داود، الترمذي، ابن ماجه، أحمد بن حنبل...
مدرسة أهل الرأي
ظهرت بالكوفة بالعراق، سميت بذلك لإكثار فقهائها من استعمال الرأي والقياس في بيان الأحكام الشرعية، وكانوا يفرعون المسائل ويفترضون الوقائع قبل وقوعها. ومن أبرز أصولها الاعتماد على الكتاب والسنة ، استعمال القياس والرأي والغوص في فهم دلالات النصوص، تفريع المسائل وافتراض الوقائع قبل وقوعها والبحث عن أحكامها.
وأشهر علمائها أبو حنيفة النعمان ، إبراهيم النَّخَعِي، أصحاب أبي حنيفة منهم: محمد بن الحسن و أبو يوسف
مدرسة أهل الظاهر
تنسب إلى داود بن علي بن خلف الأصبهاني الأصل، الكوفي المولد، البغدادي الدار، الشهير بداود الظاهري، (مات في 270 ه). وتتمثل أصولها في الاعتماد على الإجماع ، الاعتماد على ظاهر النصوص، نفي الأصول الأخرى كالقياس والمصالح المرسلة والاستحسان ، عدم تعليل الأحكام، فالأحكام عندها غير معللة، وقد أدى ذلك إلى الاعتناء بالنصوص حفظًا وتعليمًا.
وقد أدى هذا النهج إلى أخطاء خطيرة، ومثال ذلك:
- فهم ابن حزم من قول الله تعالى ﴿...فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا...(23)﴾[سورة الإسراء]، تحريم قول "أف" للوالدين، وعدم انصراف المعنى إلى غيره كالضرب مثلا.
وقد علق الحافظ الذهبي على كلام ابن حزم بقوله: [يا هذا بهذا الجمود نصبت نفسك أعجوبةً وضحكة.إن النهي عن قول- أف- للوالدين، إلا وما فوقها أولى بالنهي منها... من باب التنبيه بالأدنى على الأعلى، وبالأصغر على الأكبر].
- اعتقادهم أن عقود المسلمين وشروطهم ومعاملاتهم باطلة حتى يقوم الدليل على صحتها بسبب تحميلهم للاستصحاب فوق ما يحتمل، فإذا لم يقم دليل على صحة شرط أو عقد أو معاملة استصحبوا حكم البطلان، فأفسدوا كثيرا من معاملات الناس خلافًا لجمهور العلماء.فالأصل في العبادات البطلان حتى يقوم دليل على الأمر، والأصل في العقود والمعاملات الصحة حتى يقوم دليل على البطلان والتحريم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)