يعالج هذا البحث موضوعة الجسد في الشعر الجزائري المعاصر، هذا الجسد الذي قاوم كل أشكال الإقصاء والتهميش، وسعى في توجيه أفقه الدلالي نحو تحقيق أفق تحرري؛ بحثا عن صيغته الوجودية بوصفه ذاتا وموضوعا، يسعى لتحقيق وجوده وإثبات كينونته في هذا الوجود. فكانت الدلالة الشعرية متنفسا يحقق فيه حريته/ ذاته/ ويُثبت وجوده/ وصيغه الفاعلة. ليبزغ دال الجسد من خلال مختلف الدوال النصية الأخرى، كدال سيمائي ليعبر ويرمز ويشير ويقول ما سكت عنه النص برمته، الأمر الذي يكشف عن وجود "جسد شعري" غاص في أقاصي النص والعالم والوجود. ودخل بذلك مشروعا حداثيا شعريا حاول من خلاله إعادة الاعتبار لهذا المقصي منذ قرون عن ساحة التعبير وعملية التفاعل الإبداعي والاجتماعي.
لقد أضحى الجسد اليوم وحدة جوهرية بين الذات وموضوعها في الوجود، ودافعا إبداعيا كبيرا للشعراء، ليشكل عالما رحبا، وتجربة خاصة قادرة على العطاء والمنح والاكتشاف والتأويل، لهذا فهو مدخل مهم ومشروع لقراءة الشعر الجزائري المعاصر وفك أسراره ومغاليقه، لأنه حمّل الشعر رؤيته للعالم، ودشن سيرورة الذات في الوجود، وحقق مركزيتها وكينونتها. وأصبح الجسد هو الأصل/ هو الكل/ هو الشعر / هو الحياة / هو الوجود
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 02/09/2021
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - وسيلة بكيس
المصدر : فتوحات Volume 1, Numéro 1, Pages 214-227