الجزائر

المخيّمات تستقبل عشرات أضعاف طاقتها الاستيعابية



تشتد المعاناة الإنسانية في غزة، ولا تصل المساعدات التي تسيطر سلطات الاحتلال على دخولها إلى غزة سوى بكميات محدودة جداً، رغم قرار لمجلس الأمن دعا في 22 ديسمبر "جميع الأطراف إلى إتاحة وتسهيل الإيصال الفوري والآمن، ومن دون عوائق لمساعدة إنسانية واسعة النطاق".قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أمس الأول، إنّ أعداد النازحين في مدينة رفح أقصى جنوبيّ قطاع غزة، تجاوز 657 ألفاً، يعيش جزء كبير منهم دون مأوى.
وفي تصريح للإعلام، أفادت القائمة بأعمال مدير مكتب الإعلام والتواصل في "أونروا" بمدينة غزة، إيناس حمدان، بأن أوامر الإخلاء التي يوجّهها الجيش الصهيوني للفلسطينيين في وسط القطاع "تزيد الضغط على الأونروا في تقديم الخدمات، خصوصاً بمدينة رفح التي بلغ عدد النازحين فيها أكثر من 657 ألف نازح".
وأضافت حمدان أنّ "العديد من العائلات تفترش الأرض حول مراكز الأونروا التي تعاني أصلاً من اكتظاظ هائل، وقد فاقت طاقتها الاستيعابية بالنسبة إلى أعداد النازحين والخدمات التي تُقدَّم".
وتابعت أنّ "قدوم المزيد من النازحين يشكل تحدياً آخر لفرق الأونروا التي تعمل على مدار الساعة من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى النازحين".
وطلب الجيش الصهيوني، من سكان مخيم البريج وشمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة إخلاء منازلهم فوراً والانتقال إلى مدينتي دير البلح ورفح"، حسب منشورات ألقتها طائراته على مناطق وسط القطاع.
وذكرت حمدان أنّ "الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة أقل ما يقال عنها أنها كارثية، وحدّة الأعمال العدائية لا تزال مستمرة، وأعداد الضحايا في ازدياد بشكل يومي".
وعن الأوضاع في مدينة غزة ومحافظة شماليّ القطاع، قالت إن "الأوضاع هناك كارثية، ويصعب على طواقم الأونروا الوصول إلى تلك المناطق".
وأشارت إلى محاولات "أونروا" لإيصال مساعدات إنسانية إلى غزة والشمال، "لكن استمرار الحرب يمنع الوصول الآمن لهذه المساعدات"، وأكّدت أن المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى قطاع غزة "قليلة جدًا مقارنةً بالحاجات الإنسانية الضخمة، ولا تفي بالغرض، ولا تكفي لسد جميع الاحتياجات". وطالبت حمدان ب "ضمان دخول كافٍ وواسع للمساعدات ومنتظم حتى تلبي احتياجات النازحين"، كما دعت إلى فتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات إلى مدينة غزة ومحافظة الشمال.
وحول أعداد النازحين في مراكز "أونروا" بالقطاع، قالت حمدان، إن "هناك ما يقارب 1.4 مليون شخص نازح يلتجئون الآن في 156 منشأة تابعة للوكالة"، وبشكل عام، أشارت إلى أن نحو 90 بالمائة من سكان القطاع نازحون حالياً.
جوع كارثي
في السياق، قالت "أونروا"، إن قطاع غزة يعاني من جوع كارثي، وإن 40 بالمائة من السكان معرضون لخطر المجاعة.
جاء ذلك في تدوينة نشرها مدير شؤون "أونروا" بغزة، توماس وايت، الخميس، على حساب الوكالة الأممية عبر منصة "إكس". وأضاف وايت أن "كل يوم في غزة هو صراع من أجل البقاء، بحثاً عن الغذاء والماء".
وقال: "الحقيقة أنّنا بحاجة إلى المزيد من المساعدات لسكان غزة، والأمل الوحيد الباقي، وقف إطلاق النار الإنساني". واختتم المسؤول الأممي بالقول إنّ "قطاع غزة يعاني من جوع كارثي، و40 بالمائة من السكان معرضون الآن لخطر المجاعة".
ما يجري وحشية القرن
هذا، وقالت المقررة الأممية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيز، إنّ "ما يفعله الاحتلال بالفلسطينيين، وخاصة في غزة هو وحشية قرننا".
وذكرت ألبانيز في بيان لها، أنّ "ألف طفل بُترت أطرافه من دون تخدير، وسلطات الاحتلال لا تسمح بدخول المخدر إلى غزة كما العديد من الإمدادات".
وأضافت أنّ "قوات الاحتلال قتلت أكثر من 20 ألف فلسطيني في غزة بذريعة القضاء على حماس"، متسائلةً: "لماذا لا تهم حياة الفلسطينيين؟"، كما أشارت إلى أنّ "الصمت الغربي حيال ما يتعرض له الفلسطينيون بات يتحول إلى تواطؤ".
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، الخميس، أنّ العام 2023 يعدّ "الأكثر دموية على الإطلاق بالنسبة إلى الأطفال في الضفة الغربية المحتلة، حيث وصل العنف إلى مستويات غير مسبوقة".
وأضافت "اليونيسف": "قتل 83 طفلاً في الأسابيع 12 الماضية، أي أكثر من ضعف عدد الأطفال الذين قتلوا في عام 2022 بأكمله".
وقبل أيام، حذّرت "اليونيسف" في بيان لها، أنّ "أطفال قطاع غزة خصوصاً، يفتقرون إلى 90 % من حاجتهم إلى المياه"، مشيرةً إلى أنّ "نصف مرافق المياه والصرف الصحي دمر أو تضرر من جراء العدوان الصهيوني على القطاع".
وحذّر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، عبر منصة "إكس"، الخميس، من انتشار الأمراض المعدية بسرعة بالملاجئ في قطاع غزة، مؤكّدا أن المستشفيات بالكاد تعمل بالقطاع، وتابع أن مئات الأشخاص الذين يعانون من إصابات الحرب غير قادرين على الحصول على الرعاية الطبية.
إطلاق نار على قافلة مساعدات
تزامنا، قال توماس وايت، مدير شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أمس الجمعة، إن قوات صهيونية أطلقت النار على قافلة مساعدات أثناء عودتها من شمال قطاع غزة. وأكد وايت عبر منصة "إكس" أن طاقم القافلة الدولية لم يصب بأذى، لكن إحدى المركبات تعرضت لأضرار، وشدد على ضرورة عدم استهداف العاملين في مجال الإغاثة.
ومن جهته، حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، من "خطر جسيم" يواجهه سكان غزة.
ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ "خطوات عاجلة للتخفيف من الخطر الجسيم الذي يواجه سكان غزة ويقوض قدرة العاملين في المجال الإنساني على مساعدة الأشخاص، الذين يعانون إصابات فظيعة وجوعا حادا والمعرضين لخطر شديد للإصابة بأمراض".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)