الجزائر

المخرج عنتر دعدوش الفائز بجائزة أحسن فيلم في مهرجان دولي بتونس للنصر: تتويج فيلم "تجارة" حافز للانتقال لصناعة ثلاثية الأبعاد


تحدث ابن ولاية ميلة المخرج الهاوي عنتر دعدوش، الفائز بجائزة أحسن فيلم للرسوم المتحركة "تجارة" بالمهرجان الدولي لسينما حقوق الإنسان للأطفال بتونس، عن سر تتويج فيلمه في أول مشاركة له كمخرج بمهرجان دولي، وقال بأن حبه وشغفه للرسم والتلوين منذ الصغر وتعلم العديد من التطبيقات والتقنيات جعله يقوم بتكوين فريق وينطلق في مغامرته، كما كشف في حوار للنصر عن بداياته في صناعة الرسوم المتحركة.وقال عنتر دعدوش بأنه لم يكن يتوقع الفوز في المسابقة، خاصة بعد مشاهدة مستوى الأفلام المشاركة غير أن عمله كان الأفضل في نظر لجنة التحكيم، معتبرا إفتكاك جائزة دولية حافزا لتطوير مهاراته ومواصلة العمل بفعالية أكثر، لبلوغ مراحل متقدمة في صناعة الأفلام المتحركة لتقديم صناعة جزائرية مئة بالمئة.
الفوز ثمرة جهد جماعي
وأوضح المخرج الهاوي، بأن المهرجان الدولي لسينما حقوق الإنسان للأطفال، المنظم بتونس تحت شعار "شاشة الإنسان للأطفال" الذي جرت فعاليته في الفترة ما بين 20 و 24 ديسمبر الجاري بالعاصمة التونسية، عرف مشاركة 26 فيلما من مختلف دول العالم منها المكسيك، وإيطاليا، وإسبانيا، وإيران، ومصر، وفلسطين، وسوريا، وتركيا، وفرنسا والجزائر، التي كانت حاضرة من خلال فيلمي "الجزائر البنفسجية" و"تجارة"، الذي شارك ضمن فئة أفلام التحريك وأبهر لجنة التحكيم، ليفتك المرتبة الأولى متفوقا على ثمانية أعمال مشاركة، مشيرا إلى أن المسابقة قُسمت لثلاث فئات هي، "الأفلام الوثائقية"، "الأفلام الروائية" وفئة "أفلام التحريك أو الرسوم المتحركة"،
وما ميز المهرجان، يضيف المخرج، أنه تم عرض كل الأفلام المشاركة ب 58 فضاء موزعا عبر كامل التراب التونسي، وهي طريقة يصفها عنتر بالجيدة، لكونها تعمل، كما قال، على تقريب السينما من أفراد المجتمع عامة ومن الأطفال خاصة، متمنيا أن تعمم.
فكرة الفيلم تخدم شعار المهرجان
تابع محدثنا بالقول، أن لجنة التحكيم ركزت على الفكرة أكثر منه على التقنية، وفق ما أكده أحد أعضاء لجنة التحكيم عند تقييمه للأعمال، لأنها قريبة لمضمون وشعار المهرجان "شاشة الإنسان للأطفال"، مضيفا أن سيناريو الفيلم المتوج للأديب عبد الباسط عمورة، وهو من أبناء المنطقة ونائب رئيس فرع ميلة لإتحاد الكتاب الجزائريين والحائز على جائزة "كالاما" لمسابقة وطنية في الرواية القصيرة، يدور حول طفل صغير يستيقظ كل يوم صباح ليذهب إلى بستان قريب من مسكنه ومليء بالأشجار، أين ينتظر هبوب الرياح لتسقط الثمار لجمعها، ثم يبيعها لأحد التجار للحصول مقابلها على كأس حليب وقطعة خبز، حيث يستمر على هذا الحال لمدة طويلة، إلى أن يتفاجأ بتغير معاملة التاجر وتقليص كمية الوجبة، ليقرر بعدها الطفل بدل مجهود لتقديم كمية أكبر من الثمار للتاجر، لكن الوضع ظل حاله، ما جعل الطفل يتراجع عن بيع الثمار ليقوم بطهيها ليعوض وجبة الفطور، في المقابل يتراجع نشاط التاجر وتتعرض بضاعته للكساد، وحسب ما أكده المخرج، فإن الرسالة التي أراد تمريرها مفادها أنه يتعين على الإنسان أن يقدر القيمة الحقيقة لما يملك وإلا سيتعرض للاستغلال.
إنجاز الفيلم استغرق حوالي ثلاثة أشهر
وأبرز محدثنا، بأن الفيلم من إنتاج فريق هواة في صناعة الرسوم المتحركة، حيث استغرقت مدة انجازه حوالي ثلاثة أشهر لإنجازه، مشيرا إلى العمل، الذي تدوم مدة عرضه 10 دقائق، كان مجرد تطبيق لما تعلمه وفريقه من تقنيات جديدة في مجال صناعة الرسوم المتحركة بالورشة، التي ضمت مجموعة من الرسامين التشكيليين والموسيقيين بدار الثقافة مبارك الميلي بمدينة ميلة، والتي قدم مديرها عبد الرزاق بوشناق، كل الدعم لها لمواصلة العمل، مردفا بأن أول عمل لها كان عبارة عن عمل تطبيقي لفيلم تحت اسم "الابن الحقيقي"، لكن كان نوعا ما عملا متوسطا لا يرقي، حسبه، للعرض.
وأضاف عنتر دعدوش، قائلا بأن "إرادة المجموعة وحب المجال جعلنا نضع خطوات عديدة في هذا المجال الصعب والذي يتطلب مهارة ووسائل متطورة للإنجاز، حيث أن صناعة دقيقة واحدة من الفيلم تتطلب 1440 رسمة، وهي عملية صعبة، لكن شعور الفوز غير المتوقع بأول مشاركة في مسابقة دولية وبأول فيلم للمجموعة، أنساهم كل التعب، وأعطاهم حافزا كبيرا للمواصلة وإنتاج وإخراج أفضل الأفلام.
شاركت في فيلم "البوغي" ومسلسل "حكايات زمان"
وقال محدثنا أنه نشأ منذ الصغر على حب الرسم والتلوين وحصل على العديد من الجوائز، لتمكنه من تقنيات الرسم الرقمي عبر برنامج "photoshop"، وتقنيات ثلاثية الأبعاد، حيث بدأ مشواره في عالم صناعة الأفلام المتحركة سنة 2010، وأنتج أفلاما نشرها عبر قناته على يوتيوب، ليلج سنة 2015، عالم السينما والمؤثرات السينمائية، وعمل في مجال المؤثرات البصرية في فيلم "البوغي" مع المخرج علي عيساوي، وفي مسلسل "حكايات زمان"، مردفا بأن الجزائر تملك أرضية خصبة لتطوير صناعة الأفلام المتحركة سواء من ناحية توفر الأفكار أو المنتجين، تستدعي فقط توفر الإمكانات والظروف المساعدة على العمل، مشيرا إلى أن للمسلسلات والأفلام المتحركة دور كبير في نقل رسائل قوية والتوعية في ظل التطور الرهيب الذي نشهده في مجال صناعة هذه الأفلام عبر دول العالم واقبال الأفراد على مشاهدتها سواء الصغار أو الكبار.
فيلم "رسائل اللقلق" جديد المجموعة وطموحنا صناعة ثلاثية الأبعاد
وكشف المخرج، عن جديد المجموعة، التي أنهت إنجاز ثاني فيلم بعنوان "رسائل اللقلق"، قائلا " هذا المولود الجديد والثاني للمجموعة كنا نفكر في المشاركة به في المهرجان، لكن عدم جاهزيته حالت دون ذلك، ليتقرر ترشيح فيلم "تجارة"، مؤكدا بأن فيلم "رسائل اللقلق"، لكاتبه عبد الباسط عمورة سيشارك في مسابقة بولاية النعامة، ويطمح المخرج رفقة فريقه إلى ولوج عالم صناعة الأفلام المتحركة ثلاثية الأبعاد وإنتاج أفلام جزائرية مئة بالمئة، لنقل رسائل وأفكار تبرز ثقافتنا وهويتنا العربية المسلمة بدل انتظار ما يقدمه الغرب، قائلا بأن للرسوم المتحركة دور كبير في التأثير على المجتمع وتعزيز التفاعل والتواصل الاجتماعي من خلال رسائلها القوية وقدرتها على تغير الوعي العام .
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)