الجزائر

المخرج بشير بلحاج يشتكي إقصاءه من مشاريع “الخمسينية”



المخرج بشير بلحاج يشتكي إقصاءه من مشاريع “الخمسينية”
حسناء شعير


أوضح المخرج بشير بلحاج في حديث ل “البلاد”، أن مشروعه الفني “ريح الشمال” الذي تقدم به ضمن قائمة الأفلام المخلدة للذكرى الخمسين لاسترجاع الجزائر استقلالها، رفض تماما من قبل وزارتي المجاهدين والثقافة لأسباب قال إنه يجهلها. وأكد أن الوزارتين المشرفتين على احتفالات “الخمسينية” لم تبلغانه بالرفض مباشرة لكنها قامت بمنح الموافقة للعديد من المخرجين الذين يوشكون على إنهاء تصوير أعمالهم على أن يتم الإفراج عن باقي الأعمال في شهر جانفي الذي انقضى ولم يحدث شيء. وقال محدثنا هنا “أعتقد أن الصمت أبلغ إجابة تدل على الرفض وليس القبول”، مضيفا أن نص الفيلم الذي تقدم به لم يحتو في طياته أية مضامين تمنع قبول هذا الشريط الاستطلاعي التاريخي خاصة أن كاتبه، يقول بشير بلحاج، هو الأستاذ بجامعة وهران محمد القنطاري الذي ألف العديد من النصوص الناجحة، وتدور أحداث فيلمه “ريح الشمال” حول قصة حقيقة بطلها الشهيد الشاب أحمد بقادير الذي كان يتردد على زاوية بأدرار لحفظ القرآن الكريم، ثم التحق بقافلة تجارية تتنقل بشكل دائم من الجنوب إلى الغرب الجزائري لتحط رحالها بساحة مسجد بقلب منطقة “بني سنوس” الواقعة على حدود تلمسان. وكان بقادير يتردد في كل مرة على الجامع المحاذي لتلقي أحكام الذكر الحكيم إلى أن استقر به المقام هناك. ومع انطلاق الثورة التحريرية سنة 1954؛ التقى بمجموعة من المجاهدين في مغارة تقع بجبال المنطقة وأخذ يساعدهم في نقل الأخبار متخفيا في هيئة صياد لمدة سنتين؛ ليقرر بعدها الالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني حتى أصبح من أهم عناصره. واستشهد البطل لاحقا رفقة زملائه سنة 1957 في كمين نُصب لهم، وسنه لا يتجاوز 23 سنة. من ناحية أخرى، أكد المخرج بشير بلحاج أنه منذ عام 2007 وهو يواجه هذا الإقصاء الذي لا يفهم له مبررا، حيث إنه تقدم إلى التلفزيون الجزائري العام الماضي بمشروع مسلسل يدخل به الشبكة البرامجية لشهر رمضان، غير أنه قوبل بالرفض أيضا وهو ما تسبب، حسبه، في هذا “الخمول الذي لا يناسب تجربته في الإخراج”. ومضى محدثنا قائلا إنه “في سنوات السبعينات كنت المخرج الوحيد الذي استعمل تقنية الفيديو وأخرج الكثير من الحصص والبرامج الفنية والرياضية والتاريخية.. كل هذا يجعلني أرفض التعامل مع بعض المنتجين الذين يفرضون سياسة لا تناسب تجربتي في الميدان.. 2007 كانت آخر سنة لي قدمت فيها عملا بمناسبة تظاهرة الجزائر عاصمة للثقافة العربية، ومنذ ذلك الحين لا أقدم شيئا عدا بعض الحصص مع التلفزيون الجزائري حتى لا أبقى مكتوف الأيدي أو أحال على التقاعد الإجباري”. ويعتقد بشير بلحاج أن أهم المشاكل التي يواجهها المخرجون اليوم تتلخص في قلة التمويل الذي من شأنه أن يعيق الحركية الفنية في الجزائر، وفق تعبيره.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)