الجزائر

المختصون يدعون الى ترسيخ ثقافة التربية البيئيةرغم حملات التنظيف.. الأوساخ تغزو العاصمة!



المختصون يدعون الى ترسيخ ثقافة التربية البيئيةرغم حملات التنظيف.. الأوساخ تغزو العاصمة!
دعا السيد ناصر جابي مختص في علم الاجتماع، كل الجهات المعنية الى المساهمة في عمليات التحسيس والتوعية، للتمكن من ترسيخ ثقافة وتربية بيئية لدى الأجيال الصاعدة، قصد الحفاظ على نظافة المحيط مستقبلا.وقال السيد جابي بأن الجزائري «نظيف عندما يسافر خارج الوطن وفي بيته، لكنه تعوّد أن يرمي مخلفاته في الشارع نتيجة سلوك اللامبالاة الذي ترسخ لديه، قائلا؛ «إن اكتساب تربية وثقافة بيئية مسألة وقت فقط».
في حين دعت طبيبة مختصة في الأمراض التنفسية بالمستشفى الجامعي بابن مسوس، إلى ضرورة تدارك الوضع البيئي المتدهور عن طريق تحسين وسائل وطرق جمع وفرز النفايات المنزلية، مرجعة أسباب انتشار بعض أمراض الجلد والأمراض التنفسية، كالحساسية والربو، إلى التلوث البيئي جراء انتشار النفايات في الشوارع والأرصفة.
تعرف الجزائر العاصمة في مجال تسيير وجمع النفايات المنزلية نقائص كبيرة بالنظر إلى الأوساخ المنتشرة في شوارعها، رغم كل حملات التنظيف التي نظمت مؤخرا في عدة أحياء.
وتبدو العديد من أزقة وشوارع العاصمة، خاصة في الضواحي التي تعرف انتشارا للأسواق الفوضوية، كسوق بومعطي بالحراش، دبي والجرف بباب الزوار، باب الوادي، بوزريعة، الكاليتوس وبراقي، بعيدة عن المقاييس المعمول بها للحفاظ على جمال ونظافة المحيط، نتيجة انتشار النفايات المنزلية وتناثرها في أرصفة الشوارع. وما يشد انتباه المارة في الوهلة الأولى، مظاهر تشمئز منها النفوس، كانبعاث روائح كريهة وانتشار حشرات، فئران، جرذان وحتى كلاب ضالة وقطط تلتقط بقايا اللحوم المرمية من طرف تجار الأسواق الفوضوية. وعلى سبيل المثال، يعاني حي مئة مسكن بمنطقة «بوحمام» ببوزريعة عدة مشاكل بيئية، كما أوضح عدد من السكان نتيجة «تراكم النفايات التي لم يتم جمعها لمدة تفوق أسبوعا كاملا»، مما أدى على حد تعبيرهم إلى «بروز نقاط سوداء تؤثر سلبا على الصحة والمحيط البيئي». ويناشد سكان هذا الحي الجهات المعنية الإسراع في تدارك الوضع بجمع ونقل النفايات، مع تطهير المحيط حفاظا على البيئة وصحتهم.
من جهتها، تعاني عدة مناطق بباب الزوار، خاصة في حيي «سوريكال والجرف» من انتشار الأسواق الفوضوية التي تتسبب في تراكم النفايات بكميات كبيرة في الشوارع والمساحات الخضراء. وقد خصصت مؤسسة «ناتكوم» لهذه المنطقة بالذات 43 شاحنة وجندت 300 عون نظافة، كما ذكر أحد أعوان المؤسسة الذي قدر من جهته كمية النفايات التي تفرز يوميا في أحياء هذه البلدية ب 350 طنا.
وأوصت السيدة حورية أولبصير عضو لجنة الصحة والنظافة والبيئة للمجلس الشعبي الولائي لولاية الجزائر، بضرورة التفكير في «وضع حاويات ضخمة في الأحياء والتجمعات السكانية لجمع النفايات»، وأشارت إلى المشروع النموذجي الذي انطلق بحي دالي ابراهيم، حيث وضعت حاويات صفراء خاصة بجمع النفايات الجافة وأخرى خضراء للنفايات الرطبة. وشددت نفس المسؤولة على أهمية إنشاء مؤسسة جديدة «اكسترانيت» في أفريل الماضي لتكمل دور مؤسسة «ناتكوم» التي أُنشئت عام 1995 بغرض تطهير 29 بلدية من ضمن 57 بلدية على مستوى الولاية. وستشرع مؤسسة «اكسترانيت» في الخدمة بداية من جانفي 2014، حيث ستوظف أزيد من 2600 عون كانوا يشتغلون في مختلف بلديات الولاية. كما شددت المتحدثة على وجوب إنشاء مراكز جديدة للردم التقني، تراعى فيها كل معايير الفرز الانتقائي للنفايات، مذكرة بمركز الردم التقني لحميسي «معالمة» الذي فتح مؤخرا، حيث يستقبل حاليا 100 طن من النفايات من ضمن 3500 طن يوميا منها الناجمة من مجموع بلديات الولاية. وألحت في نفس الوقت على ضرورة إنشاء وحدات لمعالجة وفرز النفايات، كالبلاستيك، الورق، الكارتون والزجاج، مشيرة في هذا الإطار إلى مؤسسة «سيجيتال» التي أنشئت مؤخرا من طرف الولاية، لتقوم بالفرز الانتقائي للنفايات بمركز حميسي.

دور «ناتكوم» جمع النفايات وتطهير المدينة
أما السيدة نسمية يعقوبي مسؤولة تقنية بمؤسسة «ناتكوم»، فقد أرجعت أسباب «التدهور البيئي بالعاصمة إلى سلوكات العديد من السكان الذين لايحترمون أوقات إخراج النفايات المحددة على الساعة ال 21 ليلا، ولا يضعونها داخل الحاويات المخصصة لها، موضحة بأنه تم منذ عام 2004 إلى حد اليوم، اقتناء أزيد من 35 ألف حاوية كلفت بين 7000 و35000 دج للواحدة، تتعرض للسرقة أو الإتلاف في عدة أحياء من العاصمة. وتجند مؤسسة «ناتكوم» يوميا 5500 عون في المتوسط، و350 شاحنة تعمل على جمع النفايات ونقلها إلى مركز الردم التقني لأولاد فايت لحد الآن. وقدرت السيدة يعقوبي كمية النفايات المفروزة يوميا في 29 بلدية ب 2000 طن يوميا، وهي ترتفع بنسبة 40 بالمئة في شهر رمضان والأعياد.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)