في هذا الشهر الفضيل، يرسم الصائمون بسلوكاتهم لوحات جميلة وأخرى لا تبعث على الإعجاب، وقد ينفرد هذا الشهر ”الضيف” ليكون المناخ الملائم لذلك.. من اللوحات الرائعة تلك التي يرصعها المتضامنون والمهرولون بجواهر الخيرات، ومنهم الشباب المتطوع في مطاعم الرحمة أو إيصال الوجبات الساخنة إلى العائلات المعوزة، وفي ذلك نلمس أسمى معاني الإنسانية وأبهى صور الضمائر الحية في زمن القلوب الميتة.لكن هناك لوحات ”نشاز” يخلط ألوانها أصحاب الأمزجة المتقلبة والتصرفات العدوانية، ويخربشون بقتامة منفرة في بياض اللوحة دونما ينتجون ما يسر العين ويريح القلب، وذلك من خلال ما نراه من عبارات الشتم والكلام البذيء في أسواقنا وشوارعنا وحاراتنا لأسباب تافهة، قد لا تكون ذات قيمة.
وفي كل الأحوال، فلوحات التضامن بشتى أشكاله تجعلنا نؤكد أن بذرة الخير لن تموت في مجتمعنا، مهما ازدادت المحن والإحن وارتفعت الأسعار، ونجزم بأن شهر رمضان يستنهض في الناس روح الخير، أما لوحات الشجارات فلا تعدو أن تكون بسبب نوازع يستظهرها رمضان في أشخاص ”صائمين” قد يشدّون من بطونهم وما ألفوه من عادات سيئة.
بقي القول، بأن شهر رمضان يعتبر ”مخبرا حقيقيا” لجس نبض النفوس وخلخلتها لمعرفة الصلبة من الهشة، ومن يتحكم في أعصابه في غير رمضان لن يكون حاله أكثر هشاشة من مدمنين على ”الشمة والدخان” ومن متعودي القهوة وغيرها، ومن قضى هذا الشهر ولم ينجح الآخرون في استفزازه، فإنه يكون بحق صاحب شخصية سوية متوازنة صامدة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 20/07/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : اليوم رشيد كعبوب
المصدر : www.el-massa.com