قال رئيس الوزراء البلجيكي، إيف لوتيرم، عقب اختتام اجتماع مجلس الحرب على ليبيا بباريس، إن فرنسا “عنوان” العملية العسكرية ضد ليبيا، وصنفها كأكبر معركة تقودها فرنسا على دولة عربية بعد الغزو الأمريكي للعراق، واستغرب مسؤول أوروبي آخر لم تشارك بلاده في الحرب المعلنة على ليبيا وإحدى الدول الغربية التي امتنعت عن التصويت على قرار مجلس الأمن 1973، حرص ساركوزي على محاربة القذافي واجتهاده في جمع القارات الخمس على طاولته بباريس وتساءل العديد من المراقبين والدبلوماسيين عن سبب اندفاع ساركوزي نحو الحرب على ليبيا، وهو السؤال الذي أجابت عنه الصحيفة الأمريكية لوس أنجلس تايمز، حين قال المحلل والسياسي الأمريكي كيم ويلشر، إن التقارير القادمة من باريس تؤكد أن شعبية مسؤول الإيليزي بلغت مستوى منخفضا فظيعا وهو يستعد لمواجهة الانتخابات الرئاسية المرتقبة، ما جعل ساركوزي وحاشيته يبحثون عن دفعة لمكانته السياسية.وأشار المحلل إلى أن التعديل الحكومي الذي أجراه ساركوزي مؤخرا، يدخل أيضا في ذات الاتجاه، وأضاف أن حرص باريس على غير العادة على اتخاذ زمام الأزمة الدولية ودعوتها لاجتماع حرب في الوقت الذي أرسلت طائراتها الحربية تجوب الأجواء الليبية، دفع بعدة جهات إلى وصف تصرف ساركوزي بـ”المسرحية”، وإنه يوحي إلى تخطيط مدبر بين واشنطن وبريطانيا وباريس على منطقة المغرب العربي وليس ليبيا وحدها.وكشفت الصحيفة عن ما قاله ساركوزي، خلال اجتماع باريس، إن فرنسا “قررت أن تضطلع بدورها، ودورها قبل التاريخ”، في توقيف “موجة القتل” ضد شعب “جريمته” الوحيدة السعي إلى “تحرير نفسه من العبودية”، وأشارت باستغراب إلى التغير المفاجئ، حين ذكرت بالمعاملة الساركوزية للقذافي خلال زيارته لباريس، وافتراش باريس للبساط الأحمر، وقالت “إن ترحيب ساركوزي بالقذافي كان بأذرع مفتوحة وسمح له بنصب خيمته البدوية قرب الإيليزيه، والآن يرسل طائرات حربية لقصفه، إنه أمر لا علاقة له بالشعب الليبي”.وأضاف المحلل الأمريكي، كيم ويلشر، أن اجتماع باريس الحربي سجل تراجع واشنطن عن مواقفها المعروفة في مثل هذه الحالات، وقال إن هيلاري كلينتون بدت حريصة على عدم دفع نفسها إلى الأمام، ما دفع بالقادة الأوروبيين والدبلوماسيين إلى فهم تصرف وزيرة الخارجية كلينتون، وأن واشنطن ليست على استعداد للقيام بدور أكثر وضوحا، لدرجة أن ساركوزي سأل بوضوح كلينتون حول فكرة الخروج بقوة أكبر لصالح الحرب على ليبيا، فأجابت بأن “هناك صعوبات”، وأشار المحلل الأمريكي إلى أن تصرفات كلينتون خلال الاجتماع دفعت بدبلوماسي فرنسي إلى القول إنه “بصراحة، نحن في حيرة تماما، إننا نتساءل ما إذا كانت ليبيا تمثل أولوية بالنسبة للولايات المتحدة”، غير أن ساركوزي عبر عن استعداده للذهاب وحده إلى ليبيا، مع أو من دون قرار من الأمم المتحدة.ورد بشكل صريح الخبير الأمريكي، كيم ويلشر، عن كل التساؤلات وقال إن “ليبيا بلد مهم بالنسبة لفرنسا لعدة عوامل، وأولها موقعها وحدودها مع أربع دول استراتيجية ناطقة بالفرنسية، تونس، الجزائر، تشاد والنيجر، بالإضافة إلى النفط الليبي الذي يسيل لعاب باريس وحلفائها، وكذا الاستثمارات الفرنسية في المجال الطاقوي، وختم بأنه إذا سارت الأمور بشكل جيد فإن ذلك سيكون انتصارا كبيرا لساركوزي الذي سيظهر كالرجل الأول في فرنسا.مالك رداد
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 21/03/2011
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com