المحلل السياسي العراقي الدكتور عبد الكريم العلوجي لـ''الخبر'' ''الخليجون يعملون على تقسيم العالم العربي بالتعاون مع أمريكا لصالح إسرائيل''

الجامعة العربية لا تجيد سوى تطبيق البروتوكولات الوهمية والهزلية  قال الكاتب والمحلل السياسي العراقي، الدكتور عبد الكريم العلوجي، في حديث مع الخبر ، إن انعقاد القمة العربية ببغداد هو قرار أمريكي، تبنته الولايات المتحدة الأمريكية لتحسين صورة العراق أمام الزعماء العرب. واستنكر العلوجي الدور الذي يلعبه مجلس التعاون لدول الخليج لتقسيم العالم العربي بالتعاون مع أمريكا، ولصالح إسرائيل. وأكد محدثنا أن قمة بغداد ستكلل بالفشل، خاصة في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة العربية، وموجات الإرهاب المتنقلة في شوارع العراق، وعدم اهتمام القادة العرب بحضورها وموقف جامعة الدول العربية المتخاذل.
ما هي قراءتك لحيثيات انعقاد القمة العربية في بغداد التي مازالت تعاني من موجات الإرهاب المتنقلة في شوارع ومدن العراق؟
- انعقاد القمة العربية في بغداد هو قرار أمريكي، حتى تضع أمريكا العراق في صورة حسنة أمام الدول العربية، وتثبت مدى قدرتها على الإمساك بالأوضاع العامة والخروج من أزماتها بعد رحيل القوات الأمريكية، في محاولة لتزييف الواقع العراقي. وللأسف استجاب القادة العرب للطلب الأمريكي، مع العلم أن العراق لاتزال تخضع للإدارة الأمريكية المسيطرة على الأوضاع السياسية في المنطقة، فمن غير المعقول أن تستضيف العراق القمة وهي تعاني من عدم الاستقرار واللاأمن والفوضى، وسط التفجيرات والثورات اليومية التي تشهدها وقتل للأبرياء وحملات الاعتقالات التي طالت أكثر من أربعة آلاف عراقي عشية انعقاد القمة، كما أن الشعب العراقي ناقم على الحاضرين للقمة ورافضين لها، وأعتقد أن هذه القمة ستعقد لإقرار بيان أعد سلفا ولن تأتي بجديد.
في اعتقادك، ما مدى قدرة هذه القمة على التحكم في مسار الأمة العربية؟
- أعتقد أن قمة بغداد لن تأتي بأي مقترح للتحكم في الأزمات العربية، ولو كانت لدى الجامعة حلول لما سمحت بالغزو الأمريكي للعراق، ولا بأن تكون لقمة سهلة لإيران وإسرائيل. الجامعة العربية لا تجيد سوى تطبيق البروتوكولات العربية الوهمية والهزلية، وتفشل في اتخاذ القرارات الحازمة والاتفاقيات التي تخدم المنطقة العربية، كما أن أمريكا لن توافق على أي قرار يصدر من الجامعة، وأنا على يقين بأن القمة ستكلل بالفشل لعدم جدواها وتخلف رؤساء الدول العربية عن حضورها، حيث اكتفوا بإرسال موظفين ينوبون عنهم. أضف إلى ذلك تراجع دول التعاون الخليجي عن قرارهم بعدما أعلنوا في وقت سابق عدم حضور القمة، إن لم يتم استتباب الأمن بالمنطقة وتحقيق المصالحة العراقية، الأمر الذي سيضعف القمة أكثر مما هي ضعيفة.
وكيف سيكون موقف القمة العربية من الانقسام الحاصل بين الدول الكبرى، حسبك، هل ستكون مع الصين وروسيا أم أمريكا وأوروبا؟
- الأكيد أن القمة العربية ستنحاز للقرار الروسي الأمريكي الذي سيأخذ مجراه، خاصة بعد اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي باراك أوباما برئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف، واتفاقهما على دعم جهود المبعوث الدولي كوفي عنان لوقف العنف في سوريا.
هل ترى أن الدول العربية قادرة على الانحياز إلى هذا المعسكر على حساب ذاك؟
- المشكلة أن الدول العربية تمشي باتجاه الريح، وسوف تنساق وراء قرارات روسيا وأمريكا، فقد غاب دور العرب أثناء الحرب على العراق، وتجاه القضية الفلسطينية ومحاولات تهويد القدس المستمرة وانقسام السودان، في الوقت الذي يقوم مجلس التعاون الخليجي بتدمير وتقسيم المنطقة العربية، في إطار تنفيذ مخططاته لقيادة العالم العربي بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية لصالح إسرائيل.