اتجهت كثير من الأعمال السردية الجزائرية خلال العقود الأخيرة، إلى تجاوز أسس فنية فرضتها الرواية التقليدية، والتي كان كل ما فيها منطقي ورتيب، حتى أن المنظرين للرواية في تلك المراحل ،كانوا يؤسسون ـ بطريقة ما ـ لنمط سردي يتسم بالميكانيكية، الأمر الذي شكل نوعا خاصا من القراء يتوقعون سيرورة الأحداث ومصائر الشخصيات ...إلخ .
لقد أضحت الرواية الجديدة كيانا دينامكيا يزخر بالثراء التجريبي، سواء على مستوى اللغة أو الفضاء أو الشخصيات، أو الزمن أو ....إلخ، وظهرت العناية بالشكل مقابل إغفال المكونات الأخرى لا سيما ترتيب الأحداث، فبدت الرواية الجديدة بنية سردية متصدعة، تتطاول على النموذج السائد في جميع المستويات .
في هذا السياق تحاول هذه الورقة الاقتراب من رواية تمتلك كثيراً من سمات التحول والخرق، هذه الأخيرة هي رواية : سرادق الحلم والفجيعة للكاتب الجزائري عز الدين جلاوجي؛ حيث سنركز مقاربتنا على جانب امتد عبر فصول الرواية من بدايتها إلى نهايتها، ويتعلق الأمر بالبروديا(*) " الأسلبة الساخرة "، وهي ميزة تجريبية صادمة للقارئ، مكتنزة بدلالات تؤول إلى أنساق مختلفة؛ اجتماعية، سياسية، نفسية، فكرية...؛ نسعى ـ إن شاء الله ـ إلى تحديدها وكشف جمالياتها .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 13/10/2021
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - عزوز قربوع
المصدر : مجلة إشكالات في اللغة و الأدب Volume 3, Numéro 1, Pages 145-160