المحافظ الأسبق لبنك الجزائر حاج ناصر: "ليت المسؤولين الفاسدين في الجزائر بمثل وطنية نظرائهم في العالم!"

^ لماذا نستنزف كامل ثرواتنا ونحن لسنا بحاجة إلى المال؟!
يعتقد عبد الرحمن حاج ناصر، محافظ بنك الجزائر الأسبق، أن الفساد ظاهرة عالمية تعاني منها جميع الدول ولا تقتصر على الجزائر فقط، لكن المسؤولين الجزائريين الفاسدين، حسبه، يفتقدون إلى البعد الوطني عكس نظرائهم في الدول الأخرى الذين يسعون لتحقيق مكاسب لبلدانهم، إلى جانب مكاسبهم الشخصية.
وسرد حاج ناصر العديد من الأمثلة عن تورط مسؤولين في دول متقدمة وأخرى نامية في فضائح فساد وتعاطي رشاوى مقابل منح صفقات أو مشاريع لشركات أجنبية.
إلا أنهم تمكنوا من افتكاك مقابل تلك الصفقات التي تصب في مصلحة بلدانهم، خاصة في مجال نقل التكنولوجيا وتوظيف العمال. غير أن تحليل فضائح الفساد الأخيرة في الجزائر، حسبه، يظهر أن المسؤولين الذين تعاطوا الرشوة لم يقدموا أي مقابل للجزائر، وعملوا فقط من أجل مصلحتهم الشخصية، ووضعوا خيرات الجزائر على طبق لصالح شركات أجنبية مقابل حفنة من المال. وأوضح حاج ناصر، أن الفساد أصبح صناعة عالمية، تهدف بالأساس لتمويل الأحزاب السياسية في الغرب وأجهزة المخابرات، وكل الهيئات والمنظمات التي لها “أجندات" داخلية في بلدانها وفي الخارج، وذلك من أجل التملص من الرقابة المالية على مواردها من أجل تمويل نشاطها.وفي رؤيته للسياسة المالية المطبقة في الجزائر، أوضح حاج ناصر أن ارتفاع نسب التضخم في الجزائر متوقع، بالنظر إلى السياسيات الخاطئة التي تم اتباعها في الفترة الأخيرة، من خلال زيادات كبيرة في الأجور بأثر رجعي لم يقابلها ارتفاع في الإنتاج الصناعي، فأدت إلى رفع الأسعار، وزيادة فاتورة الواردات التي تقترب من 50 مليار دولار.
ودعا حاج ناصر، الذي نزل ضيفا على منتدى ليبرتي، إلى ضرورة مراجعة سياسة دعم الدولة لعدد من السلع الأساسية، مشيرا إلى أن ذلك لن يؤثر على السلم الاجتماعي لأن الشعب ليس “غبيا" ويفهم جيدا أن هذا الدعم ليس في صالحه وحتى وإن بدا في الظاهر كذلك. وضرب المثال بارتفاع سعر الخبز في التسعينات بأربعة أضعاف دون أن ينتفض أحد ضد القرار.وطرح حاج ناصر أسئلة جوهرية عن مصير الجزائر، في ظل ارتباطها بقطاع واحد مدر للثروة هو قطاع المحروقات، قائلا : كيف يمرر قانون المحروقات الذي يتعلق به مصير الشعب الجزائري برمته دون فتح نقاش شعبي حوله؟ وما جدوى استنزاف كامل الثروات الوطنية في هذه الفترة؟ وما نصيب الأجيال القادمة منها؟.