الجزائر

المجموعة الدولية أمام حتمية التعاون للقضاء على الإرهاب



المجموعة الدولية أمام حتمية التعاون للقضاء على الإرهاب
من باريس إلى باماكو، وفي ظرف 8 أيام، ضرب الإرهاب الأعمى أمن بلدين، مستخدما أبشع الأساليب، باحتجاز الرهائن من المدنين الأبرياء والمساومة بهم وقتل بعضهم بدم بارد، تحت تخدير أفكار ضالة وهدامة لا تمت بصلة لا للإسلام ولا للمسلمين.وقوع اعتداءات إرهابية متقاربة من حيث التوقيت، في بلدين من قارتين مختلفتين، ومتشابهة من حيث النمط وطريقة التنفيذ، تعتبر تجسيدا لما يسمى بعولمة الإرهاب، بما يؤكد للمرة الألف أن الظاهرة عابرة للأوطان وتزداد خطورتها من فترة إلى أخرى، بالنظر لما يستخدم من وسائل تقنية عالية الدقة، وقدرة تخطيط عالية نجحت في تفادي رقابة أعتى الأجهزة الأمنية الدولية.وأمام تنامي هذا الخطر الداهم بنشاطاته الدموية في ثلاث قارات (إفريقيا، أوروبا، آسيا)، لا تملك المجموعة الدولية غير التعاون الجاد والكلي فيما بينهما، لأن الأمر لم يعد مقتصرا على مصالح معينة، تدافع عنها كل دولة خارج حدودها الجغرافية، لكنه صار يتعلق بأرواح المدنيين والأبرياء من جهة، والتشويه المتعمد والمدروس لصورة المسلمين وسماحة الإسلام.في الشرق الأوسط وأوروبا، يبث التنظيم الإرهابي ما يسمى “داعش”، الرعب في النفوس ويوثق عبر أشرطة مصورة أبشع وأشنع الأعمال الإجرامية في تاريخ الإنسانية. هناك شبه تأكيدات على أنه صنيع مخابرات أجنبية، يحصل على تمويل مالي وحربي من دول صارت معروفة بالإسم، ويقرصن ويسيطر على مواقع لإنتاج النفط ويبيعه بأثمان بخسة في الأسواق السوداء ومعظم زبائنه بلدان منها أوروبية.في إفريقيا والساحل الإفريقي تحديدا، يعيث تنظيم بوكو حرام في دول المنطقة فسادا. ونقلت تقارير إعلامية عن ناجية من هجوم أمس، على فندق رادسيون بباماكو، سماعها إرهابيا يتحدث بلغة إنجليزية بلكنة نيجيرية، ما يضعه كمسؤول أول على الاعتداء الإجرامي. وفعل ذلك ليس بالأمر الذي يعجزه، فقد ثبت امتلاكه لوسائل تقنية متطورة، آخرها امتلاكه خلية تجسس بمطار أبوحا عاصمة نيجيريا. وتمكنه من تنفيذ تفجيرات دامية في التشاد والنيجير والكاميرون.العالم اليوم، يدرك أن للإرهاب نفس السلوك الإجرامي، مهما اختلفت التسميات والمواقع الجغرافية للنشاط. وتعلم القوى الكبرى التي تملك أحدث الوسائل التكنولوجية للاستعلامات، أن الخلايا الإرهابية تتحرك كشبكات متناسقة ومتناغمة، وما ينبغي عليه إدراكه اليوم هو عدم التفرقة في التعاطي مع المآسي التي يخلفها بين دولة وأخرى، فالتضامن مع باريس يجب أن يكون ذاته مع باماكو، وتقديم المساعدة الأمنية والاستخباراتية لابد أن يتم بالطريقة ذاتها.وبالنظر إلى ماضيها القريب، تحتاج مالي إلى مساعدة وتضامن أكبر، فالخطى الصعبة والمتثاقلة التي حققتها على طريق السلم بعد ثلاث سنوات عصيبة، في أمس الحاجة إلى الدعم والمساندة، خاصة في الظرف الراهن. وإذا نجح الإرهاب مؤقتا في تحقيق الهالة الإعلامية التي يستهدفها وراء كل اعتداء، فلا يعني ذلك أبدا أنه انتصار، فهزيمته حتمية مطلقة




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)