المجلس الأوروبي يتهم تل أبيب ب"القتل المنهجي" في قطاع غزة

صادق المجلس الأوروبي، وهو هيئة تنشط من أجل التعاون بين دول القارة الأوروبية، يوم أمس، على تقرير يتهم الاحتلال الإسرائيلي ب”القتل المنهجي” في قطا غزة. كما حمّل التقرير الاحتلال مسؤولية تدهور الأوضاع الانسانية في القطاع بما في ذلك ”الحالات التي قتل فيها أفراد بشكل متعمد دون أن يشكلوا أي خطر فوري على حياة بشر، وهي حالات تعتبر أسلوب عمل صادم في القتل المنهجي وغير القانوني ”، وطالب أعضاءه بدعم تحقيق رسمي تقوم به محكمة العدل الدولية المتواجد مقرها بلاهاي. وجرى التصويت بمدينة ستراسبورغ الفرنسية وصوتت غالبية تتألف من 47 على التقرير، واعترض 12، وامتنع اثنان عن التصويت. وذكرت صحيفة ”يديعوت أحرنوت” العبرية أن التقرير تضمن دعوة صريحة لرفع الحصار عن قطاع غزة ومنح الفلسطينيين حرية للبحث عن العمل حتى داخل الأراضي المحتلة، وضمان وصول البضائع الطبية والحيوية إلى سكان القطاع، ووضع خطة لعدة سنوات لبناء الدولة الفلسطينية. وذكر التقرير أنه منذ الحرب الأخيرة على قطاع غزة عام 2014 أن الوضع الإنساني في قطاع غزة سيء جدا، فقد فقدت 17 ألف و650 عائلة في القطاع غزة منازلهم ويقدر تعداد أفرادها ب 100 ألف فلسطيني، وتضمن التقرير دعوة للسلطة الفلسطينية للعمل على منع تنفيذ عمليات فدائية وإدانتها. وأفيد أن رئيس وفد الكنيست إلى الاجتماع، عضو الكنيست عليزا لافي من حزب ”يش عتيد”، وعضو الكنيست إيلي ألألوف من حزب ”كولانو”، حضرا الاجتماع، وسعيا بالتعاون خارجية الاحتلال، على إقناع الوفود المختلفة بمعارضة النتائج التي توصلت إليها الوثيقة، ولكن دون جدوى. ودعت لافي في كلمة أمام المجلس إلى رفض التقرير، واعتبرت أنه ”يشوه الواقع بشكل انتقائي”، وادعت أنه يستند إلى ”شائعات” وليس ”حقائق”. من جهته زعم ألألوف أن ”إسرائيل تريد لبعيش بسلام مع جيرانها، وأن غزة ليست تحت الحصار، ولكنها تحت الرقابة من أجل حماية المواطنين الإسرائيليين ”. وفي السياق طالب وزير الخارجية د. رياض المالكي مفوضة العلاقات الخارجية والأمن للاتحاد الأوروبي السيدة فيدريكا موغريني، ببذل جميع الجهود لمنع الحكومة الإسرائيلية من تنفيذ قراراتها الخاصة بضم مستوطنة معالي أدوميم. ودعا المالكي موغريني الى توفير سبل الدعم السياسي لفلسطين من أجل تحقيق النمو والازدهار والاستقرار في المنطقة، كما حثّها على ضرورة تطبيق توصيات مؤتمر باريس وقرار مجلس الأمن 2334 (2016) الذي أدان الاستيطان في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية. كما أبلغ المالكي موغريني بالتطورات السياسية والميدانية على الساحة الفلسطينية والمنطقة، والتصريحات المتعلقة بنقل السفارة الأمريكية للقدس وما يمكن أن يتمخض عن مثل هذه الخطوة من نتائج كارثية على المنطقة بشكل خاص والعالم بشكل عام. وناقش الطرفان العلاقات السياسية الثنائية بين فلسطين والاتحاد الأوروبي والتطورات المتعلقة باتفاقية الشراكة الكاملة بين الاتحاد الأوروبي وفلسطين بما في ذلك الدعم المالي لتطوير القطاعات المختلفة، وبحثا سبل تحسين ودعم قطاعي الطاقة والمياه في قطاع غزة. من جهتها بَّرت موغريني عن رفض الاتحاد الأوروبي لنقل اي سفارة الى القدس وأكدت على انها تبذل كافة الجهود لإيصال مخاطر مثل هذه الخطوة الى الجانب الأمريكي والاسرائيلي على حد سواء. وبينت ان تنفيذ مثل هذه الخطوة ستكون لها عواقب وغيمة على عملية السلام برمتها والاستقرار في المنطقة. وأشارت موغريني إلى دعمها الكامل لفلسطين فيما يتعلق بالخطوات نحو إنجاز اتفاقية الشراكة الكاملة مع الاتحاد الأوروبي. يذكر أن لقاءات المالكي بالمسؤولين الأوروبيين كانت على هامش المنتدى الإقليمي الثاني للاتحاد من أجل المتوسط المنعقد في مدينة برشلونة.