المجتمعات الواحاتية في الصحراء الجزائرية ومساهماتها في تنمية الإقتصاد الوطني

إن تحليل المجتمعات الواحاتية ينطلق بشكل عام بالتطرق لإطارها الوظيفي على المستوى الوطني والإقليمي، وذلك قصد تسهيل فهم آليات هذه المجتمعات وخصائصها، كما أنها عبارة عن تفاعل لعدة عناصر معقدة جداً متشابكة ومتنوعة تخضع للعديد من المحددات البيئية والإجتماعية والإقتصادية والمؤسساتية والتشريعية، وإن النشاط بها يتم بموجب تقنيات محددة تتعرض لتغيرات سريعة وجذرية، وعلى هذا الأساس فإن مفهومنا للمجتمعات الواحاتية يتحدد بمجموعة من الأنشطة المادية أو الفعاليات المادية والذهنية التي يقوم بها الإنسان ضمن حدود بيئته من أجل ضبط الظروف المحيطة به وإمكانياته المادية والعقلية التي تتأقلم معه. فالجزائر تتوفر على ثروات وفي مجالات عدة تمثل محرك التنمية الوطنية لتحقيق التنمية المستدامة والتي تعتبر من تحديات العصر الحالي، فالصحراء الجزء الأكبر من رقعة هذا الوطن لم تبخل بثرواتها ومواردها الطبيعية والبشرية، فقد عاش الإنسان في الصحراء منذ القدم بعد إكتشاف الماء وأقام حضارات ضاربة في عمق الإنسانية، فبالإضافة إلى المساحة الشاسعة هناك ثروات باطنية وسطحية، فالباطنية تتمثل أساساً في الثروات الطاقوية مثل البترول والغاز والمياه الجوفية أما السطحية فهي كل ما توصل الإنسان على صنعه لتأمين معيشته وبالأخص العمل الزراعي والذي ينتشر في كامل ربوع الصحراء الجزائرية رغم القساوة المناخية في هاته المنطقة.