المجتمع المدني كفاعل أساسي لتحقيق المصلحة العامة في المجتمع - واقع وآفاق-

برز مفهوم المجتمع المدني في الثمانينيات من القرن الماضي واكتسب في برهة وجيزة أهمية كبيرة في جميع الأوساط السياسية والاجتماعية والفكرية ولم يتوقف هذا الاهتمام بدور المجتمع المدني ووظيفته أبدا حتى اليوم فبينما تتوطد دعائمه في المجتمعات المتقدمة ويتسع دوره، نجده يتعثر بمستويات متفاوتة في بلدان العالم الثالث. إن مفهوم المجتمع المدني هو نقيض ويختلف عن مفهوم آخر وهو المجتمع السياسي (أو النظام السياسي). لذا نجد أن مفهوم المجتمع المدني يشمل ويغطي حركات كثيرة ومختلفة من حيث شكل وأهداف تنظيمها مثل: حركات من أجل السلام، والمدافعة عن البيئة، والحركات النسوية وتلك المتعلقة بالنقابات وغيرها الكثير. وما انفك هذا التنظيم من لعب أدوار هامة داخل المجتمع لاسيما لتحقيق المصلحة العامة في المجتمع، بالإضافة إلى الانتقال الكبير لمضامينه الأساسية من مستوى التنظير الفكري إلى دائرة الفعل والتأثير الميداني من خلال تدخله في بلورة السياسات العامة، سواء على المستوى الوطني أو على الصعيد الدولي وكذلك بفعل الامتداد العالمي المعاصر الذي شهده هذا المفهوم.