أكد ''أحمد لخضر بن سعيد'' الناطق الرسمي للهيئة الجزائرية لمناهضة الفكر الاستعماري والأمين العام السابق للتنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء، أن المجاهدين المزيّفين أحدثوا انقلابا على المجاهدين من خلال ثورة مضادّة منذ 1962 مشيرا إلى أن في هذا تشويه فاضح للثورة الجزائرية والجزائر التي تحتفل اليوم بخمسينية الاستقلال، متحدّيا كل مسؤول وإطار في الحكومة الحالية أن ينفي معرفته لواحد من هؤلاء المزيّفين. وفي هذا الإطار، قال ''بن سعيد'' في حديث إلى''النهار''، أمس، أن جبهة التحرير التي كانت رمزا وقدوة للحركات التحررية في العالم، تحوّلت إلى أداة وعرضة للمزيفين المندسّين المتآمرين، قائلا إن هذه الفئة لا علاقة لها بجبهة التحرير ولا تربطهم وعائلاتهم أيّة صلة بالثورة التحريرية، وأن هدفهم الوحيد هو الاستحواذ على الرموز والمقوّمات. كما دعا الأمين العام السابق لتنسيقية أبناء الشهداء، الأسرة الثورية إلى استعادة ذاتها واسترجاعها لملامحها الثورية؛ من خلال فتح نقاش يشارك فيه الجميع، وعدم التزام الصمت. من جانب آخر، أفاد محدّثنا، أنه ومنذ مؤتمر 1964 تم إحصاء 57 ألف مجاهد رسمي، متعجّبا كيف أن هذا الرقم تضاعف بكثير؛ ليبلغ اليوم 525 ألف مجاهد، قبل أن يعود ويوضّح أنه بين هؤلاء، يوجد 111 مجاهد مزيّف، تم الاعتراف بهم على الرغم من أنهم كانوا موالين للإستعمار والادارة الفرنسية، مشيرا إلى أنهم وفضلا عن تقاضيهم منحة المجاهد، فهم يقبضون أموالا من السلطات الفرنسية بصفتهم أعوانا تابعين لها إبّان الثورة التحريرية. وعلى صعيد ذي صلة، قال بن سعيد، إن القضية الأخطر، أنّه ليس المجاهد الحقيقي هو من استفاد من الريوع والامتيازات، ولكن المزيّف هو من استفاد منها، لأنّ القانون كان في صالح التزييف، موضّحا أنه لابدّ على الأحزاب السياسية وفعاليات المجتمع المدني من الالتفاف حول مطلب استرجاع كرامة المجاهد وجبهة التحرير التاريخية كإرث مشترك. وتعجب كيف يمكن للشخصيات السياسية التكتّم على الرصيد الثوري، قائلا، إن في ذلك خوف على بعض الامتيازات التي استفادوا منها.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 06/07/2012
مضاف من طرف : aladhimi
صاحب المقال : النهار أون لاين
المصدر : النهار أون لاينالتاريخ: 04 تموز 2012