الجزائر

المجاهدة بن عيسى باتون تروي نضالها و دعمها للثوار بمنطقة لرجام



وُلدت المجاهدة بن عيسى باتون بنت العربي المعروف *بزوف * من قبيلة أولاد اعمارة سنة 1930 بضواحي مدينة الأبيض سيدي الشيخ التحقت بالثورة سنة 1955 وعمرها لا يتعدى 15 سنة بمنطقة *لرجام * بضواحي بريزينة .ورغم كبر سنها * 86 سنة* روت لنا جانبا مختصرا من نضالها الثوري برفقة أفراد عائلتها وقبيلتها الذين حولوا خيمهم إلى مراكز حيث ظلت مكلفة بطهي الطعام وغسل ملابس المجاهدين وإخفاء الأموال و كانت تخدم شؤون الثورة بالجهة ومن رفيقاتها تتذكر منهن خلوفي مسعودة وعبد الوارث مباركة وحسب شهادة المجاهدة بن عيسى فقد كانت تقوم بتمويه المجاهدين بعد تغطيتهم بالأشجار والحلفاء في أوقات الشدة و تحضر الطعام يوميا لأكثر من 70 ثائرا من عائلتها ومن مجاهدي المنطقة وحسبها كان معظم أفراد أسرتها مطاردين من قبل القوات الفرنسية على مستوى المناطق الجنوبية من *لرجام * و*الترب * والأبيض سيدي الشيخ وبريزينة ومتليلي كانوا يشكلون خطورة كبيرة على العدو في تنصيب الكمائن وتحركات الثوار لتعبئة الثورة بالجنوب حيث فقدت المجاهدة باتون 6 شهداء من عائلتها منهم الشهيد عبد الرحمان و محمد والحاج بحوص خلوفي والميسوم واحمد بن الطيب والشهيدة التالية التي قتلت ضابطا فرنسيا سنة 1961 برفقة الشهيدة زيدوري بمحتشد *الزريديب* و أضافت المجاهدة بأنها واصلت النضال الثوري من 1955 حتى الاستقلال بصدق و أمانة خصوصا تخزين السلاح والمال المتمثل في النقود والذهب وبعد سنة 1955 حيث قامت القوات الفرنسية بنفي عائلتها إلى منطقة *تبلبالة* بولاية بشار بسبب حادثة الدعاية وجمع الأموال والسلاح لخدمة الثورة من قبل بعض القادة الأشاوس المطلوبين منهم لعماري وقادة *زوف* وغيرهم الذين كانوا في حالة فرار وفي سنة 1959 فقدت احد بناتها بسبب المرض نظرا للظروف الصعبة التي كانت تعيشها عائلتها وتم دفنها بمقبرة سيد الحاج بحوص بالأبيض سيدي الشيخ خفية عن أنظار جنود المستعمر الفرنسي بحجة بنت *فلاق* في نظرهم وكانوا لا يرحمون حتى الأموات . و أضافت المجاهدة باتون في حديثها بان فرنسا زادت من قواتها وعتادها بالمنطقة وأنشأت محتشدات للأهالي لفصلهم وتجويعهم وتعذيبهم لاسيما معتقل *الزريديب* حيث كانت برفقة أفراد عائلتها من نسوة و أطفال وبنات بين الأسيرات خلال سنة 1960 وظلت برفقة النسوة النشيطات من معظم المناطق في مهمة تأمين الصفوف الخلفية للمجاهدين خصوصا الغسيل وطهي الطعام بالمحتشد خفية ليلا ونهارا . وبعد أن كشفت القوات الفرنسية أمر هذا المركز السري تم تحويلهم إلى منطقة *الترب* بضواحي جنوب بريزينة بالقرب من صحراء متليلي سنة 1961 وظلت المجاهدة بن عيسى باتون في مهمتها حتى الاستقلال.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)