المجاهد مسعود جديد ينشر مذكراته يوميات مناضل نجا من المقصلة

 قال مراد وزناجي، الباحث في المركز الوطني للدراسات حول الحركة الوطنية وحرب التحرير، إن مذكرات مسعود جديد المدعو ''سي علي''، الصادرة حديثا عن منشورات ''المعرفة''، بعنوان ''مذكرات شهيد لم يمت''، تعد وثيقة أساسية في نقل تفاصيل عن نضال الفدائيين بالجزائر العاصمة وضواحيها. وأوضح وزناجي، في تصريح لـ''الخبر''، بأن الكتاب الذي أشرف عليه ينقل يوميات مسؤول فدائي من زوايا ومراكز متعددة، بداية من سنة 1953 وصولا إلى سنة .1962
يعتقد الكاتب والمؤرخ مراد وزناجي أن مذكرات مسعود جديد، تقدم عدة إيضاحات بخصوص العمل الثوري في منطقة الجزائر المستقلة والولاية الرابعة، بالأخص في ما يتعلق بالمسائل التي تخص الإعداد للثورة، ورسم نفسية المناضلين الذين التحقوا بالعمل المسلح بعد أن ناضلوا في صفوف حركة انتصار الحريات الديمقراطية. وتعد مذكرات مسعود جديد، حسب مراد وزناجي، بمثابة إضافة جديدة لكتابة تاريخ الثورة لما فيها من حيثيات ومعلومات جديدة، خصوصا في ما يتعلق بمواجهة إرهاب منظمة الجيش السري (أو. آ. آس) بالجزائر العاصمة، كما تعد شهادة حية عن ظروف سجن المناضلين الجزائريين الذين حكم عليه بالإعدام. وأضاف المجاهد مسعود جديد أنه ''حاولت التعمق في هذه المذكرات قدر المستطاع، حتى أنقل بصدق وتفان أغلب الهواجس والانفعالات والذكريات التي كابدتها وعايشتها خلال حرب التحرير وما قبلها''. وتبدأ المذكرات من ميلاد مسعود جديد سنة 1938 بمدينة سويدانية، وتتوقف عند ظروف التحاقه بصفوف حزب الشعب ـ انتصار الحريات الديمقراطية، والظروف التي أدت إلى الشروع في العمل المسلح على مستوى ضواحي الجزائر العاصمة. كما يروي جديد ظروف الحياة في ظل نظام استعماري عنصري، وتبلور فكرة النضال السياسي والثوري، وتكوين خلايا الفدائيين بالحراش، ثم يتحدث عن ظروف إلقاء القبض عليه، وسجنه ببربروس، ثم بفرنسا، وظروف إصدار الحكم الذي يقضي بإعدامه، ونجاته من المقصلة بعد الإمضاء على اتفاقيات إيفيان.
ومن بين أهم ما ورد في مذكرات جديد، تلك التفاصيل الكثيرة عن العمل الفدائي في الجزائر العاصمة، والتي شملت عدة أحياء أوروبية على غرار الحراش والقبة والبريد المركزي.