الجزائر

المجاهد محمد الصالح يحياوي في ذمة الله



توفي أمس الجمعة بالجزائر العاصمة بمستشفى عين النعجة العسكري العقيد محمد الصالح يحياوي، عن عمر ناهز 81 سنة إثر مرض عضال، حسب ما علم من وزارة المجاهدين. الراحل محمد الصالح يحياوي المولود سنة 1937 بعين الخضرة بولاية المسيلة، نشأ وترعرع ببلدية بريكة -ولاية باتنة- يعد من الضباط الأوائل لجيش التحرير الوطني عام 1956.وعضو في قيادة الأركان ومجلس الثورة 1965 بعد خلع الراحل أحمد بن بله يوم 19 جوان 1965،ممثل الجيش الوطني الشعبي أثناء انعقاد مؤتمر الحزب في 16 أفريل 1964 وأنتخب عضو في اللجنة المركزية.تولى قيادة الناحية العسكرية الثالثة 1964-1969 ثم قائد المدرسة العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال 1977/1969 في أكتوبر 1977 يعين مسؤول و منسق جهاز الحزب و يكلف بمهمة إعادة هيكلة الحزب و تنظيمه و تنشيط المنظمات الجماهيرية حيث يحصل على تأييد اليسار الجزائري المؤيد للخط الاشتراكي التقدمي خاصة المنظمات الجماهيرية (الاتحاد العام للعمال الجزائريين UGTA – الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين – الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات – الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية UNJA- الاتحاد العام للتجار الجزائريين) حيث أصبح المرشح الأوفر حظا لخلافة الرئيس الراحل هواري بومدين .في ماي 1980 يقرر أعضاء اللجنة المركزية للحزب سحب الثقة من منسق الحزب محمد الصالح يحياوي كخطوة أولى نحو القضاء على الرموز البومدينية و إبعاده نهائيا من الحزب والدولة ليعود إلى عضوية اللجنة المركزية عام 1998 ثم يقرر الابتعاد نهائيا عن الحياة السياسية ويرفض منصب سيناتور قي مجلس الأمة ضمن الثلث الرئاسي. المجاهد محمد الصالح يحياوي من الرجال المخلصين للجزائر وللجيش و للجبهة ومن الرعيل الأول لضباط جيش التحرير الوطني الذين ما بدلوا تبديلا.و ووري الفقيد الثرى بمقبرة سيدي يحيى بالعاصمة بعد صلاة الجمعة بحضور رسمي يتقدمه أحمد أويحي الوزير الأول وعبد القادر بن صالح والسعيد بوحجة وكل الطاقم الوزاري للحكومة وشخصيات وطنية وحزبية وحشود بشرية و رفقاء الفقيد. وبعث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة برقية تعزية إلى عائلة المجاهد محمد الصالح يحياوي، الذي وافته المنية أمس الجمعة، عن عمر ناهز 81 سنة.وقال الرئيس " إن المرحوم من الذين عاشوا على الكفاف حتى غدا الإيثار لديهم طبيعة والتضحية منهجا والشهادة مطلبا"، مضيفا "لا أحتمل وقع الزرء على النفس وأنا أعزي في أخ عزيز، رفيق سلاح شجاع، ومناضل صلب في دفاعه عن المبادئ السامية، والمثل العليا، إنه المجاهد والمناضل والصديق الحميم، والخل الودود محمد الصالح يحياوي الذي ألفته ميادين النزال".وتابع الرئيس بوتفليقة بالقول: "تماهت معه ساحات الوغى مع أولئك الذين استبسلوا سنين المعارك الكبرى على قمم الجبال وسفوحها وفي كل واد ومنحنى، ما لانوا يوما ولا بدلوا تبديلا، عاشوا على الكفاف حتى غدا الإيثار لديهم طبيعة والتضحية منهجا والشهادة مطلبا"، مضيفا "إن ابن مدرسة جمعية العلماء المسلمين الذي نهل في السلسبيل الصافي لذلك النبع المتدفق رحمة واستقامة وعزة وحبا للوطن". وثمن الرئيس كفاح الرجل، مبرزا أن "هذا الشبل، شبل الثورة لم يتخلف يوم حصحص الحق وهب نساء ورجال إلى حمل عبء ثقيل تتقاعس عنه الفحول وتتهيبه الأبطال، ومنازلة، جحافل محتل ألقى سدوله الكثيفة على وطن عزيز وشعب أبي مدة قرن ونيف، ظن بعدها المحتل أن جذوة الحرية قد خمدت في النفوس، واستكان الشعب إلى سلطة البطش والقهر إلى أن انفجرت ثورة التحرير، وهب المجاهدون يدقون حصونه المتهاوية وعروشه الخاوية". واستطرد الرئيس قائلا: "قد التحقت بالرفيق الأعلى قوافل تترى الواحدة إثر الأخرى لينعموا بما وعدهم الحق، وبقيت ثلة كان لها فضل الإسهام في بناء صرح الدولة الحديثة، وما الأخ محمد الصالح إلا واحد من هذا الرعيل الذي فرض بشمائله شرف الإقتداء وحق العرفان بالتضحيات الجسام، إنه اليوم بين يدي الرحمن نتضرع إليه سبحانه وتعالى، أن يحتسبه مع من سبقوه على محجة الاستشهاد ومسيرة الإخلاص للوطن في الجهاد والاستبسال". وختم الرئيس بالقول: "قبل أن أعزي أسرته وأهله ورفاقه في السلاح أعزي نفسي فيه وأبكيه، كما بكيت وأبكي كل وطني عزيز رحل أو يرحل عنا".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)