الجزائر

المجاهد لقدي عبد القادر يروي ذكريات كفاحه و سجنه و تعذيبه



*بدأ نشاطه الثوري في فرنسا ثم انتقل إلى الجزائر في 1957*ضاعت منه الوثائق ولم يحصل على شهادة تثبت دوره في الجهاد
لقاؤنا بالمجاهد لقدي عبد القادر جاء بعد أن ضرب لنا ابنه موعدا وبعد موافقة من والده الذي لا يحب الظهور هذه الشخصية البسيطة المتواضعة وأنت تحدثه تشعر وأنك تعيش أحداث الثورة الجزائرية و وقائعها فرغم كبر سنه * 88 سنة * إلا أنه لا يزال يتذكر تلك السنوات التي عاشها مجاهدا ومناضلا بفرنسا التي كانت بمثابة الأرضية التي مهدت له الطريق لمصير واحدا و هو الالتحاق بإخوانه المناضلين بأرض الوطن الذين عايشوا أحداثا وأحداثا . كان آنذاك تحت قيادة مصالي الحاج الذي كما قال تعلم منه الروح الوطنية والنضال فكان رفقة زملائه ينقلون الأخبار ويساهمون في جمع الأموال لصالح الثورة التي كانت قد اندلعت في الجزائر وقد مرت عليها سنة واحدة فكان يتابع أخبارها بشغف رغم تكتم وسائل الإعلام الفرنسية في نقل الحقائق لكن كما يقول * كانت لنا مصادرنا الخاصة*
*كان مشرفا على فرق متخصصة في الاتصال و نقل الأخبار و التكافل الاجتماعي
ليستمر في المهمة التي أوكلت إليه وهي الاتصال بمنطقة *بات كالي* شمال فرنسا وهذا إلى غاية عودته إلى الجزائر سنة 1957 ليستقر بمسقط رأسه بني حمو بالخميس ولاية تلمسان أين كان له الإشراف على خلية سرية مشكلة من 12 فردا مهمتها في البداية كانت الاتصال ونقل الأخبار لتتوسع مسؤوليته ليتولى فوجا مكون من 12 خلية كانت تشكل المحور الرئيسي للجانب الاجتماعي بالمنطقة في التكفل بالأرامل وأبنائهم وإيصال المؤونة إلى أفراد الجيش هذه المهمة لم تكن سهلة كما يؤكد المجاهد لقدي عبد القادر حيث حوّل منزله إلى مركز تنطلق منه كل العمليات الموجهة ضد العدو الفرنسي خاصة تلك المتعلقة بالمنشآت القاعدية كالقناطر والجسور لمنع العساكر الفرنسيين من التنقل والتحرك إما للقيام بعمليات عسكرية أو الانتقام من الأهالي والمواطنين العزل وهو ما جعل العدو يتابع تحركاته إلى أن القي عليه القبض في ليلة من ليالي سنة 1957 ليلة ازدياد مولود له سماه محمد لينقل إلى سجن براج ببني بهدل بالقرب من الخميس.

* تسعة أشهر تحت العذاب بسجن براج

يروي المجاهد لقدي عبد القادر يومياته داخل سجن براج ببني بهدل بكل مرارة وما عاناه من تعذيب على يد جلادين فرنسيين ومنهم مرتزقة تفننوا في طرق التعذيب مستعملين شتى الوسائل لافتكاك اعترافات منه عن المجاهدين *الفلاقة * كما كانت فرنسا تلقبهم و لكن ذلك لم يزده إلا قوة وإيمانا لان إفشاء السر معناه كما يقول القضاء على الثورة ففضل الموت والاستشهاد على أن يخون عهدا كان قد قطعه على نفسه وهو ينخرط في الحركة الوطنية ليستمر الوضع إلى هذا الحال تسعة أشهر كاملة وقد حاول مرارا الفرار لكنه لم يتمكن بفعل الحرا سة المشددة ولما يئس العدو وأحس بتدهور صحته وهو على وشك الموت أطلق سراحه مع مجموعة من المناضلين منهم جلاد أحمد و الغازي محمد و جلاد علي ويروي أنه كان ينقل كل مرة إلى مكان للتمويه حتى لا يُعرف مكان سجنه و بحلول سنة 1958 تقوى عزيمة الثوار الجزائريين ويكثفون من عملياتهم العسكرية قتخلق فرنسا ما يعرف بالمحتشدات لمنع أي اتصال بالثوار وهنا يذكر المجاهد أنه وجد نفسه محاصرا إلا أنه عرف كيف ينظم عملية الاتصال وهذا بتوزيع المهمة على كافة قاطني المحتشد لإبعاد كل الشبهات الأمر الذي سهل نوعا ما عملية الاتصال .
*معركة الحفص تُكبد العدو خسائر كبيرة

من بين المعارك التي يتذكرها المجاهد السيد لقدي معركة الحفص بمنطقة الخميس التي دامت خمسة أيام كاملة بعد أن طوق المجاهدون عساكر فرنسيين من كل الجهات مكبدين إياهم خسائر جسيمة في الأرواح والمعدات ولولا سلاح طيران العدو لقضي على كتيبة فرنسية بأكملها فكان النصر حليف المجاهدين وقد انهمرت دموع المجاهد لقدي وهو يتذكر بعض المجاهدين الذين استشهدوا في هذه المعركة فكان رد العدو قاسيا على مواطني المنطقة وخاصة المحتشد الذي نكل بسكانه بينما هو فقد ألقي عليه القبض مرة ثانية ليذوق شتى أنواع العذاب غير أن سلاحه كان الصبر ليقضي شهورا عدة داخل السجن ثم يفرج عنه بعد أن تعهد للفرنسيين أنه لن بمارس أي نشاط بعادي فرنسا غير أنه عاد إلى النضال وسار بنفس الحماس دون خوف أو كلل لكن السلطات الفرنسية كانت تراقب تحركاته لتلقي عليه القبض مرة ثالثة ويسجن وينكل به ويعذب أشد عذاب ويوضع تحت الإقامة الجبرية فيراقب صباحا ومساء الى غاية الإعلان عن الاستقلال أين غادر المنطقة واستقر بمدينة عين تموشنت وقد حاول مرارا وتكرارا تسوية وضعيته كمجاهد غير أن العراقيل وقفت ضده وكأن القدر أراد غير ذلك فضاعت منه كل الوثائق وهو يحتسب أمره للخالق وما قدمه للوطن كان من باب الواجب ليس إلا.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)