الجزائر

المثل السينغالي.. ياعرب؟!



الرئيس السينغالي عبد الله واد يتصل بمنافسه على الرئاسة ويهنئه بفوزه بالانتخابات.. ويفعل واد ذلك وهو على كرسي رئاسة الجمهورية! وقبلها منذ عشرية خلت يتصل الرئيس السينغالي عبدو ضيوف بمنافسه في الانتخابات الرئاسية عبد الله واد ويخبره بالفوز عليه ويتم ذلك من مكتب رئيس الجمهورية! يحدث هذا في جمهورية السينغال.. في دولة إفريقية أصبحت فيها الديمقراطية وصوت الشعب الانتخابي هو الذي يحدد من يكون رئيسا للسينغال وليس العلب السوداء أو كرسي الرئاسة أو جماعات قطعان البلطجية! هل يمكن أن ندعو الثورات العربية التي تتغنى بالربيع العربي أن تذهب إلى السينغال للتربص على كيفية إدارة الديمقراطية والانتخابات وإدارة البلاد بإرادة الشعب! الأجمل من هذا كله أن المنتصر على الرئيس واد هو وزير الداخلية في حكومة واد ورئيس برلمان حكمه.. وليس من المعارضة.. وهذا في حد ذاته يحمل دلالة على أن النظام السياسي في السينغال أصبح يفرز من بين رجالاته البدائل التي يرضى عنها الشعب.. وهذه خاصية مهمة في المسلكية السياسية في السينغال لا توجد في كل البلدان العربية مجتمعة ومنفردة. أن تترشح كرئيس للجمهورية وتنهزم وتعترف بهزيمتك فذاك يعني مستوى آخر من السلوك السياسي أصبح واقعا في السينغال قد تحتاج الشعوب العربية والحكام العرب إلى عشرات السنين كي يصلوا إليه. لا شك أن كل العرب الذين تعتصر قلوبهم آلاما بما يحدث في بلاد العرب من ليبيا إلى مصر إلى اليمن إلى سوريا إلى الجزائر مرورا بالعراق وبملوك وأمراء الفساد العربي قد غاروا مما يحدث في السينغال. الشعب السينغالي الذي تظاهر ضد ترشح واد ولم يفعل بهم ما فعل الشاذلي بأطفال 5 أكتوبر أو ما فعل القذافي بمن تظاهر ضده في بنغازي أو ما يفعل الآن الأسد بالذين لا يريدون بقاء الأسد رئيسا لسوريا.. ها هو الشعب السينغالي يزيح واد من الحكم بصوته وليس بالناتو أو بغير الناتو كما يفعل العرب. والعبرة ليست في انهزام الرئيس وهو في الحكم.. بل العبرة في أن الرئيس يعطي شعبه من الوسائل والطرق الدستورية ما يمكنه من محاسبته وعزله بالانتخاب إذا رأى في ذلك ضروة. كم تمنيت لو أن وزير الداخلية عندنا ورئيس البرلمان عندنا يذهبان إلى هذا الذي انتصر على الرئيس واد وهو في الحكم ليتتلمذا عليه في أمور تسيير الداخلية وتسيير البرلمان بطريقة جعلت منه البديل للرئيس الذي اختاره لتسيير هذه المؤسسات الدستورية! ونجح ورضي الشعب عليه أكثر من رضاه على الرئيس الذي اختاره لهذه المهمات! ويبقى السؤال: لماذا يحدث هذا عند غيرنا ولا يحدث عندنا؟! هل حقيقة أننا كعرب أصبحنا خارج التاريخ البشري في كل شيء؟! سعد بوعقبة


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)