الجزائر

المثقف محمد كاديك يدعو إلى الإهتمام بقدسية الأماكن التاريخية



أكد المثقف والنائب البرلماني محمد كاديك صبيحة أمس بأنه حان الوقت لأن نشتري تاريخنا في نقده لما حل بملعم عين الفوارة بسطيف لكون أن المكان مهم في الحياة البشرية والإنسانية بسبب رمزيته وقدسيته مشيرا في هذا الصدد بأنه لما نتحدث عن شخصية عبد القادر الجيلالي وكيف مرت بهذا المكان وكيف نام تحت الشجرة ومن ثم صارت هذه النقطة الزماكنية مزارا وسوقا لهؤلاء المؤمنين بهذه الأسطورة ممن يتسجمون عناء السفر والصعاب.أشار بأن رمزية المكان تحولت بعد ذلك إلى حراك اقتصادي وتريوح للسياحة الدينية بهذه المنطقة، منبها بأن فكرة احترام الناس لا تأتي هكذا، كما أن الشيء المميز بولاية المدية هو الإهمال الذي طال المكان والتاريخ، على أنه كل مكان حسبه معبق بتاريخه، مبررا تسمية شارع أحمد فراح لوجود شهيد ثائر خلد اسمه في تاريخ مدينة المدية، كاشفا بأن سكان هذه الولاية لديهم أماكن كبيرة ومن بينها دار سيدي البركاني الذي كان خليفة للأمير عبد القادر أي نائب رئيس للجمهورية وقتها، رافضا رمي القمامة بقرب داره، متسائلا في الوقت ذاته كيف تحول الدار إلى مقام توقد فيه الشموع بما جعل المكان يفقد قدسيته وروحانتيه.
أوضح كاديك أن اهمال القصبة بالمدينة القديمة وتجاهل مكان ميلاد الشاعر الفرنسي جون ريشبان بالمستشفى العسكري بالمدية – مقر البلدية سابقا- أمر مرفوض للغاية، داعيا للإستفادة من مثل هذه الأماكن التاريخية، متسائلا من جديد من يكون هذا الشخص الذي قام بتحطيم تمثال معلم عين الفوارة بسطيف ومن سمح له بذلك، مشيرا بأن هذا التمثال هو شيء عمومي وهل أنه يمتلك الحقيقة، كما أن مثل هذه الأعمال توصف بأنها أعمال استئصالية وليست بالبطولة في شيء.
اعتبرت تركية لوصيف صاحبة رواية منتزه فرجينا في سياق متصل بأن ظاهرة هدم المعالم التاريخية من معابد وأصنام التى تؤرخ لحقبة معينة عاشتها الجزائر قد خلفت تداعيات ايجابية، تمثلت أساسا فى تفاعل الطبقة المثقة لولاية المدية على غرار باقى مثقفى القطر الرافضين لفعل الهدم.
هذا وكانت هذه الفنانة تركية قد أبدعت فى عملها رواية منتزه فرجينيا الصادرة عن دار النشر تيديكلت بشكل كبير بعدما تولد هذا المؤلف من مخاض عسير إثر هدم معبد شنوقا فى بلدية قصر البخارى التى كانت مسرحا لأحداث بطولية لمجاهدى المنطقة والجيش الفرنسى المحتل للمدينة.
وقد حدد زمن الرواية من فترة خروج الأقدام السود فى الجزائر ودخول الوطن فى مرحلة الاستقرال والإستقرار، داعية في هذا الصدد إلى وجوب تطبيق القانون لحماية مثل هذه المعالم التاريخية. هذا ووللعلم بأن السلطات المحلية بولاية المدية تبدي اهتماما كبيرا بمثل هذه المشاهد والمعالم التاريخية حيث اقترح الوالي السابق غلق محطة خدمات كونها مشوهة للمسجد الأحمرأو منارته قرب محكمة المدية وشارع بولوغين.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)