نوه الكاتب والإعلامي محمد بغداد إلى تراجع وتيرة الحركية الثقافية في الجزائر بنسبة كبيرة جدا في خضم انعدام النقاش والجدل العقلاني بين المثقفين والمؤسسات الحكومية المشرفة على الشؤون الثقافية إلى جانب غياب سياسة سليمة تؤسس لمرجعيات ثقافية كبرى يكون لها دور في إعادة وبقوة المشهد الثقافي إلى الواجهة.
أشار الكاتب محمد بغداد في تصريح ل"الفجر" إلى أنَ المشهد الثقافي في الجزائر يقتضي وجود هيئات وكيانات ومثقفين وكذا مؤسسات ثقافية قوية بعيدا عن مختلف الحسابات التي من شانها أنْ تضر َ وتخلَ بالحركية والتطور الثقافي على مستوى جميع الأصعدة التي تندرج في سياقه كالتراث، الأدب المسرح وغيرها، وحصر المشكل في كون الحركية الثقافية تتطلب وجود مشروع ثقافي كبير للمجتمع يكون حسب -المتحدث بغداد- معبرا عن القلق العام وحاملا لطموحات وآمال الشعوب شريطة استجابته للشروط التاريخية التي يمَر بها المجتمع الجزائري، كما أنَ المثقف الجزائري لم يستطع المساهمة فيه وتطويره لفقدانه الرغبة في التفكير، واعتبر بغداد في السياق بأنَ الهوَة ليست غائبة في هذا المجتمع برمته الذي يتجه نحو الخلل السحيق بين كل مكوناته ليس فقط الثقافية بل الفكرية والاقتصادية والسياسية، مرجعا السبب إلى تجاهل الالتزامات التاريخية التي تجسدها حالة التشتت الرهيبة الواقعة بين المثقفين الجزائريين الذين لا يملكون على حد قوله أرضية إيديولوجية صحيحة وثقافية يعملون وفقها، وفي سياق متصل نفى المتحدث بأنْ يكون المطلوب هو اللقاء المادي ولكن المقصود هو الحضور الفكري والثقافي انطلاقا من عدة نقاط تتعلق بالأفكار والمشاريع ودوائر النقاش، حيث نوه بأنَ الفرد الجزائري والمثقفين أصبحوا يعيشون حالة بطالة لفقدانهم الرغبة في التفكير وانعدام مشاريع يفكرون فيها وكذا غياب الأسئلة التاريخية التي تتمتع بدرجة كبيرة من الأهمية في خلق تحول جذري في الثقافة. من جهة أخرى يفسرَ الإنتاج الفني والثقافي من كتب ومسرحيات وأعمال سينمائية ووثائقية على أنَه لا يرقى إلى المستوى المطلوب بدليل تزايد عدد سكان الجزائر ولا يغطي حتى عشر المجتمع، قائلا في الصدد "بعيدا عن مضمون ما ننتجه فكريا وأدبيا وليس هناك دليل على وضعنا المقرف مثل انهيار المؤسسة المعرفية ونتحول الجامعة الجزائرية إلى المرتبة الأخيرة في العالم".
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/08/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حسان مرابط
المصدر : www.al-fadjr.com