"المثقف الجزائري غائب عن الساحة العربية وعليه عبء كبير"

أشار الممثل المسرحي الفلسطيني المقيم بالجزائر، محمد علي ديب، بأنّ المثقف الجزائري يعيش وضعا صعبا كونها غائبا على الساحتين العربية والعالمية، وليتدارك الأمر ويحقق قفزة يجب عليه على -حدّ تعبيره- البروز بأفكاره وأعماله وطرحها بجرأة في المجتمع وأمام السلطة.أكدّ الممثل لمسرحي الشاب محمد علي ديب، على هامش مشاركته في العرض المسرحي الذي كتبه جمال السعداوي وأخرجه جمال غرمي بعنوان ”القصائد التي احترقت”، حيث عرض نهاية الأسبوع، على ركح مسرح بلعباس الجهوي في اطار منافسة مهرجان المسرح المحترف الثامن، بأنّ ثورات الربيع التي شهدتها وتشهدها المنطقة العربي عموما كشفت عن الضغوطات الكثيرة والمختلفة التي يتعرض لها المثقف العربي، من طرف الأنظمة الحاكمة سواء الجمهورية أو الملكية، التي منعته من ابداء رأيه والتعبير بحرية عن أرائه حول مختلف القضايا سواء السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وأوضح المتحدث علي ديب في حديث جمعه ب”الفجر” بأنّ هذه الضغوطات والممارسات التعسفية التي تمارسها السلطات العربية انعكست سلبا على المثقف الجزائري الغائب عن الساحة العربية خاصة والعالمية عموما -على حدّ تعبيره- بحيث بات لا يشارك في إبداء رأيه في مختلف الأحداث التي عرفها العالم العربي والجزائر خصوصا. وأكدّ ديب في السياق بأنّه يجب على المثقف الجزائري باختلاف نشاط مجاله أن يقاوم ويثبت وجوده لأنّه يحمل عبء أكبر لابد من إبرازه من خلال طرح أفكاره لمعالجة الواقع. وحسبه فإنّ العديد من المثقفين العرب تم شراء ذممهم من طرف بالبلاط، حيث باتو تبعا له ولأفكاره ولا يجرؤون على إبداء وجهة نظرهم في أي قضية كانت، قائلا ”بأنّ هذا الخضوع للسلطة حاصل اليوم ولا يمكن لأحد أن ينكره باستثناء بعض المثقفين المناهضين والمناضلين عن قناعة عن أفكارهم وعن هموم المجتمع ما يعانيه. ودعا ديب في السياق جميع المثقفين العرب إلى التوحد من أجل إطلاق أفكار جديدة وحديثة وصحيحة في الأساس بهدف تحسيس الجيل القادم وتشجيعه على العمل والنضال السلمي، كما يكبروا عليها ليثبتوا وجود طبقة مثقفة ونخبة تريد التعبير عن أرائها دون تبعية للسلطة. من جهة أخرى قال محمد ديب علي بأنّ الحديث والغوص في مواضيع سياسية على الرمح لا يعني بالضرورة تغيير النظام بل طرح أفكار للنقاش ولإبراز مكامن الإخفاق، كما لا تعتبر أعمالهم تحدّيا لها لأنّها –حسبه- تبقى السلطة لها تاريخ قديم وكبير، فيما يحاول المثقف أن ينقل هموم المجتمع الى السلطة. وفي سياق ذي صلة وصف وضعية المثقف العربي بالمتأخرة والتي لم تستطع اللحاق بركب مثقفي الغربي بأمريكا وأوربا، الذين تقدموا بشكل كبير بينما بقي العرب حبيس أفكار قصيرة المدى.