وصل الثوار الليبيون، ليل الأحد الاثنين، الى قلب طرابلس حيث جرت معارك عنيفة بينما اعلن حلف شمال الاطلسي ان نهاية نظام العقيد معمر القذافي وشيكة. ووصل المتمردون الذين بدأوا هجوما مساء السبت، الى الساحة الخضراء التي تشكل رمزا كبيرا لانصار النظام الذين اعتادوا على التجمع فيها منذ بداية الحركة الاحتجاجية منتصف فيفري للتعبير عن ولائهم للنظام.وبثت المحطات التلفزيونية الفضائية لقطات لحشود من الرجال يعبّرون عن فرحهم، ملوحين بعلم الثورة وهم يهتفون "الله أكبر" ويطلقون النار في الهواء. وذكر صحافي من وكالة فرانس برس في المكان، ان معارك عنيفة دارت امس الاثنين حول مقر اقامة الزعيم الليبي معمر القذافي في طرابلس. وصرح دبلوماسي في العاصمة الليبية لوكالة فرانس برس، ان العقيد معمر القذافي ما زال في منزله في باب العزيزية في طرابلس. وقال هذا الدبلوماسي الذي التقى القذافي في الاسابيع الاخيرة طالبا عدم كشف هويته "ما زال في طرابلس وهو موجود في مقره في باب العزيزية". كما تدور معارك في جنوب العاصمة الليبية، كما ذكر مراسل لفرانس برس، وقال إن اصوات مواجهات بالاسلحة الخفيفة والثقيلة تسمع في جنوب العاصمة منذ الساعة السادسة، إلا أنه لم يتمكن من تحديد مصدر اطلاق النار بدقة. وقبل ساعات من ذلك، دعا معمر القذافي انصاره الى "تطهير" العاصمة من الثوار. وقال في رسالة صوتية بثها التلفزيون الليبي إن على سكان طرابلس "الخروج الان لتطهير العاصمة"، مؤكدا ان لا مكان "لعملاء الاستعمار" في طرابلس وفي ليبيا. واضاف متوجها للثوار "عودوا من حيث أتيتم". من جهته، طلب رئيس المجلس التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي من المتمردين الامتناع عن اي اعمال انتقامية في طرابلس وحذرهم من وجود "جيوب" للمقاومة موالية للقذافي في العاصمة. وفي بنغازي "عاصمة" الثورة في شرق ليبيا، نزل عشرات الآلاف من السكان الى الشوارع للاحتفال بقرب نهاية نظام العقيد معمر القذافي. وترافق اعلان قنوات التلفزيون عن وصول الثوار الى وسط العاصمة طرابلس مع مظاهر احتفالية تمثلت باطلاق النار في الهواء من اسلحة رشاشة وهتافات النصر في كل انحاء المدينة واطلاق ابواق السيارات. كما اطلقت الحشود التي تجمعت عند الواجهة البحرية للمدينة وازدادت اعدادها تدريجيا، صيحات التكبير احتفالا بقرب سقوط القذافي. وبدأت العملية التي اطلق عليها اسم "فجر عروس البحر"، مساء السبت، وهي تتم بالتنسيق بين المجلس الوطني الانتقالي (الهيئة السياسية للثوار) والمقاتلين داخل طرابلس وحولها، على حد قول احمد جبريل المتحدث باسم المجلس، مشيرا الى ان الحلف الاطلسي يشارك ايضا في العملية.فقد تسلل ثوار الى العاصمة من البحر من جيب صراتة الساحلي على بعد حوالى مئتي كيلومتر شرق، كما قال المتمردون. وتمكن ثوار آخرون قدموا من الغرب من دخول طرابلس بعد الظهر على اثر اشتباكات عنيفة مع قوات موالية للقذافي. من جهة اخرى، افاد سكان العاصمة الليبية ليل الاحد الاثنين ان شبكة الانترنت تعمل مجددا بشكل طبيعي للعموم في المدينة للمرة الاولى منذ انطلاق الانتفاضة في ليبيا منتصف فيفري وقال احد سكان حي تاجوراء شرق طرابلس لفرانس برس ان خدمة الانترنت السريع "تعمل مجددا في كل الحي". واكد شخصان اخران يسكنان حيين مختلفين قرب وسط العاصمة ان خدمة الانترنت عادت للعمل في العاصمة. وتعذر تحديد الطريقة التي تمت اعادة الانترنت من خلالها، في وقت بات الثوار يسيطرون على احياء عدة من العاصمة. وتولى الحلف في نهاية مارس قيادة تحالف دولي تدخل بتفويض من الامم المتحدة لحماية المدنيين من قمع دموي بعد حركة احتجاجية لا سابق لها ضد نظام القذافي الذي حكم ليبيا 42 عاما.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 22/08/2011
مضاف من طرف : archives
صاحب المقال : الأمة العربية
المصدر : www.eloumma.com