المتعامل الجزائري يتجه نحو الاستيراد دون تفكير في العواقب

تناول المشاركون من خبراء ومتعاملين اقتصاديين في ندوة نظمها نادي المقاولين والصناعيين بمتيجة في عمل منسق مع مؤسسة فلاحة اينوف بمعهد التكوين المهني المختص في الصناعات الغذائية بالبليدة، مواضيع حول تطوير الصناعات الغذائية في الجزائر ووسائلها، ومكانة الفلاحة في الصناعات الغذائية وتثمين المنتجات الفلاحية في المنطقة مع التركيز على أحداث الساعة وبعض الأزمات التي مست السوق الوطنية في تسجيل ندرة في بعض المواد الأساسية مثل الحليب.وركز الخبير المختص الحاج هني على آليات تساعد في النهوض بهذا القطاع، وشدد على إعادة الاعتبار للفلاح والمعلم والصناعي، وعلى أهمية الزارعة الريفية وضرورة إعادة الحياة فيها، وأن ظروف الجزائر في فترة ما ساعدت في نزوح ريفي نحو مناطق أخرى، وأكد على أن خدمة وفلاحة الأرض عمل نبيل وشريف وأضاف بأن "المتعامل الجزائري اليوم أصبح يفكر تفكيرا ماديا"، ويتوجه نحو الاستيراد دون تفكير معقول في العواقب، والتركيز على الربح بدل النفع العام، وفصل في أهمية اليد العاملة والاهتمام بها، لتسجيل عجز ونقص فيها، وقال بأن التبعية الاقتصادية سيتولد عنها عجز في تلبية الحاجيات الأساسية بالنسبة للمستهلك الجزائري، وضروري أن نهتم بتحقيق اكتفاء وتغطية في المواد الأساسية، خاصة وأن للجزائر من الكفاءات والقدرات ما يسمح لها بتجنب "انهيار اقتصادي".وأفاد رئيس نادي الصناعيين والمقاولين لمتيجة عقون، خلال مداخلة له أن الجزائر تنفق أموالا هامة بالدولارات لأجل اقتناء بعض المواد الاستهلاكية الأساسية، في حين لديها من الأراضي وشريط ساحلي له المقدرة على تحقيق اكتفاء ذاتي غذائي خاصة في إنتاج الخضار والفواكه بل والوصول إلى تصديرها. وركز رئيس مؤسسة فلاحة اينفوف بن سمان أمين، على ضرورة استعمال الوسائل والتقنيات العلمية لتجاوز العجز في الإنتاج والندرة في بعض المنتوجات، وضرورة حماية المنتوج الجزائري من ما يشبه الغش والقرصنة، كما ذكر أيضا أن الجزائر رغم قدراتها وإمكاناتها إلا أنها تحتل مراتب أولى في استيراد المواد الأساسية مغاربيا ودوليا مثل الحليب والحبوب.