رنّ جرس المنبِّه على السابعة صباحا، فمدّ الرجل يده بحركة دقيقة تنمّ عن العادة الطويلة لرجل لم يتمتّع قط بنوم الضحى. لا تزال عيناه مغمضتَين. قفز على رجليه وتوجّه فورا إلى غرفة الحمّام وهو يفرّك شعره بأصابعه. ابتسم لنفسه في المرآة ثمّ أدار الحنفية. لم تنبعث منها ولو قرقرة. خاطب نفسه قائلا: "لن أخسر شيئا إنْ أنا جرّبت". خُيِّب أمله وخمّن أنه بإمكان البلدية أنْ تتكرّم وتفتح سُكور أنابيب المياه ولو لسُوَيعات قليلة، خاصّة في مثل هذا اليوم العظيم. قصد المطبخ يبحث عن دلو الماء فوقف لحظة يتمتع بالنظر إلى الرُزنامة التي تزيّن الجدار. "أول ماي". لاحظ تاريخ اليوم بارتياح كما لو أنّه نسيَه، ثمّ غَمغَم وهو ينظر إلى السماء عبر النافذة: "يبدو لي أنّ اليوم، ستلمع فيه الشمس لمعانا خاصّا".
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 25/09/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - محمد ساري
المصدر : معالم Volume 8, Numéro 1, Pages 141-166 2017-05-01