أزيد من 63 متسوّلا أجنبيا ورّدتهم منظمات مختصة في التسوّلتشهد أحياء وشوارع عاصمة الأهقار، تنام كبير ومقلق لظاهرة التسوّل، بصورة غير طبيعية ومثيرة للعديد من التساؤلات، فلا يكاد يخلو مكان أو شارع، ولا حتى وقت من تواجد متسوّلين بهيئات ولهجات وأجناس مختلفة، الأمر الذي أثار قلق واستياء المواطنين، ودفع بعض الأساتذة للبحث في ظاهرة استفحلت بشكل، غريب في الآونة الأخيرة.
يقول عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الحاج موسى أخاموك تمنغست، الدكتور عبد النبي زندري، إنّ ظاهرة التسوّل بالولاية تعرف تصاعدا بشكل غير طبيعي، الأمر الذي دفعه إلى البحث في الظاهرة والوقوف عليها، من خلال إعداد دراسة استطلاعية بالمدينة، تحت عنوان «ظاهرة التسوّل بين الحاجة والتحايل»، سلّط فيها الضوء على تفسير بعض المفاهيم المتعلّقة بظاهرة «التسوّل»، ومختلف الطرق والأساليب المتّبعة من طرف المتسوّلين، وحتى الأجناس الممتهنة لظاهرة أصبحت تسبّب إزعاج وتذمّر المواطنين، وصولا إلى حدّ المطالبة بوضع حدّ لانتشارها، المثير لعلامات الاستفهام.
الدراسة التي دامت أسبوعين، مسّت عيّنة مكوّنة من 50 متسوّلا ينشطون بعاصمة الأهقار، موزّعين ما بين 30 متسوّلا أجنبيا، و15 متسوّلا من الجزائريين الوافدين من مختلف ولايات الوطن، و05 من المتسوّلين الجزائريين المحليين، تمت على مستوى 07 أحياء من 17 حيّا تحصيها المدينة، حيث أثبت الرقم المعلن عنه من طرف اللجنة الولائية لمكافحة التسوّل، بنشاط ما يزيد عن 63 متسوّلا أجنبيا في اليوم الواحد، غالبيّتهم من الوافدين الأجانب، يتم عملهم عن طريق مجموعات منتشرة بين الأحياء والأسواق ومفترقات الطرق وعدد من المحلات ومراكز البريد.
هذا الانتشار تصفه الدراسة الاستطلاعية المنجزة في شطرها الميداني، ما بين شهري سبتمبر إلى نوفمبر من السنة المنصرمة، ب»المحكم والمدروس»، وبنفس الألفاظ، مع غالبية الإناث مع الأطفال الصغار، في حين، فئة الرجال تتسوّل بصفة فردية، وتتمثل في كبار السنّ والمعاقين، ممّا يستنتج أنّ غالبيّتهم من الأجانب المرتبطين بمنظمات التسوّل التي تضمن تحويلهم من بلدانهم إلى تمنغست، أو باقي مدن الوطن.
وخلصت الدراسة إلى أنّ المتسوّلين المحليين يكاد ينعدم وجودهم إذا ما استثنينا فئة المدمنين على المخدرات، وبعض الأطفال من العائلات المنحدرة تمتهن التسوّل، والنازحة من الخارج في فترة الستينات والسبعينات، واندمجت في المجتمع المحلي.
أما المتسوّلون القادمون من باقي ولايات الوطن، فخلصت الدراسة إلى أنّ غالبيّتهم من النساء بصفة فردية أو جماعية، أين يكون تموقعهنّ في بعض الفترات من السنة، على غرار الشتاء والربيع، وقد يتعدّى نشاطهنّ التسوّل إلى الآفات الاجتماعية كالمخدرات وغيرها.
وتضمّنت الدراسة العديد من النقاط، على غرار الألفاظ المستعملة وأنواعه وعلاقته بالجماعات الإجرامية، النظرة الدينية والقانونية له وغيرها.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/12/2023
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : محمد الصالح بن حود
المصدر : www.ech-chaab.net