الجزائر

المال والدين وقود الرئاسيات المصرية



تحويل شفيق ومرسي وأبو الفتوح إلى النيابة بتهمة خرق الصمت الانتخابي
انطلقت، صباح أمس، الانتخابات الرئاسية المصرية وسط إقبال كبير من المصريين الذين كان لسان حال قطاع واسع منهم يقول: ''ربي يولي من يصلح''، وتتواصل إلى غاية نهار اليوم. وأغلقت بعض الطوابير الشوارع الرئيسية، ولم تخل الطوابير من مناقشات سياسية ساخنة بين الناخبين حول من الأفضل، ودارت معظم النقاشات حول المرشحين الخمسة الأقوى، عبد المنعم أبو الفتوح ومحمد مرسي وحمدين صباحي وعمرو موسى وأحمد شفيق، لكن هذا لم يمنع بعض الناخبين من الصراخ بصوت عال رافضين الفلول، وتحميلهم مسؤولية دماء المصريين طوال عهدة مبارك.
في الجولة الميدانية التي قامت بها ''الخبر'' في إحدى اللجان بالقاهرة، وجدنا ثلاثة طوابير، الأول للشباب والثاني لكبار السن والثالث للنساء، والأولوية في الدخول لكبار السن، حيث يقف عدد من الطلبة بأجهزة كمبيوتر ويعرّفون كل ناخب برقم اللجنة وترتيب اسمه في قائمة الناخبين، لتسهيل عملية الاقتراع، ويقف على باب كل لجنة 8 جنود من الجيش وضابطان، بالإضافة إلى 6 من عناصر الشرطة. وشهدت شوارع القاهرة تواجدا أمنيا مكثفا، وتم رفع عدد قوات التأمين الخاصة ببعض المناطق الهامة والمباني الحكومية والسفارة السعودية بالقاهرة، واستخدم الجيش الطائرات العسكرية في متابعة ومراقبة الأمن أثناء العملية الانتخابية، والتي جابت القاهرة منذ فتح صناديق الاقتراع. وداخل اللجان يدخل الناخب للاقتراع ويضع أحد الموظفين على يديه ''حبرا فوسفوريا'' حتى لا يعود للتصويت مرة أخرى أو يحدث تزويرا، والتزمت معظم اللجان ببدء الإجراءات بحضور مندوبي مرشحي الرئاسة ومنظمات المجتمع المدني التي تراقب العملية الانتخابية، وتم وضع قاض على كل صندوق انتخابي، واستمرت عملية الاقتراع من الثامنة صباحا إلى الثامنة مساء.
وعلى المستوى السياسي، شهدت العملية الانتخابية تواجد بعض الشخصيات السياسية البارزة في عملية التصويت، من بينها الدكتور سعد الكتاتني، رئيس مجلس الشعب، الذي قام بالتصويت بعد الوقوف لمدة ساعة كاملة في الطابور، والتزم جميع مرشحي الرئاسة بالوقوف أيضا في الطابور احتراما منهم للناخبين، في وقت حولت اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة كلا من محمد مرسي وأحمد شفيق وعبد المنعم أبو الفتوح إلى النيابة للتحقيق معهم في قضية كسر الصمت الانتخابي وعدم التزامهم بقوانين اللجنة.
خروقات المترشحين
الخروقات الانتخابية معظمها دار في استخدام الدعاية أمام اللجان الانتخابية، لكنها كانت بشكل أقل من الانتخابات البرلمانية. وتبادل مرشحو الرئاسة الشكاوى أمام اللجنة العليا للانتخابات، وأبرزها قيام محمد مرسي، مرشح جماعة الإخوان المسلمين، بتنظيم لقاء انتخابي له بمحافظة الشرقية في شمال مصر بعد التصويت، وكذلك أحمد شفيق، كما أدلى بتصريحات لبعض الفضائيات. ومن ضمن الخروقات التي رصدتها منظمات حقوق الإنسان وحركة 6 أفريل، تخصيص كل من عمرو موسى ومحمد مرسي سيارات نقل جماعي مجانية لنقل الناخبين، في إطار عملية التصويت الجماعي، كما قامت قوات الجيش والشرطة بحرق أوراق دعاية خاصة بمندوبي عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح ومحمد مرسي الذين قاموا بتوزيعها على الناخبين وتم التحفظ على أحدهم.
واتهمت إيمان عبد القادر، منسقة حملة أبو الفتوح، حملة أحمد شفيق بإرهاب الناخبين والاشتباكات مع حملات المرشحين الآخرين، وشراء الأصوات بخمسين جنيها مصريا، أي ما يعادل 10 دولارات. وتورّط بعض القائمين على العملية الانتخابية بتوجيه المواطنين إلى التصويت لصالحه، مضيفة في تصريح ل''الخبر'' أن ''انتهاكات حملة المرشح أحمد شفيق تذكرنا بعهد المخلوع، وتستعيد سلوك الحزب الوطني المحل ومحاولة من فلول النظام القديم إجهاض الثورة، والانقلاب على مكتسباتها''.
من جهتها، حملت حملة أبو الفتوح اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة المسؤولية الكاملة في حدوث هذه الانتهاكات الصارخة برفضها تطبيق قانون العزل السياسي، وطالبت بوضع حد لها حرصا على نجاح هذه التجربة الديمقراطية التاريخية التي تمر بها مصر. وعبر المخرج خالد يوسف، أحد المسؤولين في حملة صباحي، في حديث ل''الخبر، عن أسفه للخروقات التي قامت بها حملتا أحمد شفيق ومرشح الإخوان محمد مرسي، واستخدامهما للمال والشعارات الدينية لكسب الأصوات، وتوجيه الناخبين إلى الإدلاء بالتصويت لمرشحهم.
وفي سياق ذي صلة، رصد مراقبو الجمعية المصرية لدعم التطور الديمقراطي، العديد من الانتهاكات الخاصة بأعمال الدعاية الانتخابية، تمثلت في عدم وجود قائمة الجداول الانتخابية بمراكز الاقتراع، إضافة إلى غلق بعض اللجان الانتخابية بسبب سوء العملية التنظيمية، وهو الأمر الذي أدى إلى تكدس الناخبين أمام لجان الاقتراع.
وأكد مصدر من الجمعية ل''الخبر''، أن اشتعال أعمال الدعاية الانتخابية جاء كنتيجة مباشرة لعدم تدخل اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية وتصديها للإرهاصات الأولى لأعمال الدعاية الانتخابية.
القاهرة في الساعات الأخيرة قبل الاقتراع
وبدت القاهرة، مساء أول أمس في الساعات الأخيرة قبل الاقتراع، مختلفة، فقد سهر المصريون حتى الساعات الأولى من الفجر، وانحصرت الدعاية في اللافتات التي تم لصقها على السيارات. وكان مناصرو المرشحين يشيرون بعلامة النصر للسيارات التي تحمل صورة مرشحهم المفضل، لدرجة أن الكثير من المصريين وصفوا هذا اليوم باعتبارهم يجهزون للعيد، فقد استقر معظمهم على من سينتخبه، وكانت الفرحة بادية على وجوه المصريين الذين يتأملون خيرا في رئيسهم المقبل. وزارت ''الخبر'' المقر الانتخابي لحملة حمدين صباحي المرشح للرئاسيات، والمفاجأة أن المقر هو نفسه مكتب المخرج خالد يوسف في حي المهندسين الشهير الذي يقع وسط العاصمة، وتواجد فيه الكثير من المناصرين لحمدين، وازدحم الشارع المؤدي للمقر بالسيارات التي تحمل صورة حمدين صباحي. وكان من أبرز المتواجدين المخرج خالد يوسف والمنتج السينمائي محمد العدل عضو الجبهة المصرية للدفاع عن حرية الإبداع والناشط السياسي المعروف، بالإضافة إلى بعض الصحفيين والكتاب والناشطين السياسيين الذين يعيشون تقريبا في مكتب خالد يوسف، وينامون فيه، فقد كانوا ينتظرون توكيلات مندوبي اللجان من الحملة، ووصلتهم في الثانية من صباح أمس، ويقع مقر الحملة في بناية ضخمة، والمكتب من دورين اختلطت فيه الصور المعلقة على الحائط، بين المخرج العالمي يوسف شاهين وجمال عبد الناصر وسعاد حسني وهند رستم وخالد يوسف.
كما قامت ''الخبر'' بجولة في المقر الانتخابي لحملة عمرو موسى، قبل ساعات من الاقتراع، في حي الدقي وسط العاصمة. وقد خصصت الحملة غرفة للمراقبة ورصد الانتهاكات، حيث يجمعون المعلومات والأخبار من مندوبيهم المتواجدين على مستوى مراكز الاقتراع في محافظات مصر. واللافت أن كلا من موسى ومرسي وأبو الفتوح وشفيق من أبرز المرشحين الذين كان لديهم مندوبون على مستوى جميع اللجان، وذلك نظرا لقوتهم ماديا وشعبيا، مقارنة بالآخرين.
60 منظمة دولية وأربعة مراقبين جزائريين لمتابعة الانتخابات المصرية
وقد حضرت 60 منظمة دولية للمشاركة في مراقبة الانتخابات الرئاسية المصرية، وكذا الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر، الذي زار بعض مراكز الاقتراع لمراقبة سير العملية الانتخابية، كما شاركت 93 سفارة أجنبية في عملية المراقبة، فيما عينت جامعة الدول العربية 44 مراقبا من بينهم أربعة جزائريين، وسيقوم المراقبون بمتابعة الأنشطة الخاصة بإدارة الانتخابات والحملات الانتخابية والتصويت، وعمليات العد والفرز، ولقاء مسؤولي الانتخابات وممثلي الأحزاب السياسية والمجتمع المدني. ويلتزم المراقبون بالدليل الإرشادي، ومدونة قواعد السلوك لمتابعي الانتخابات، إلى جانب إعلان مبادئ المراقبة الدولية للانتخابات، ومدونة قواعد السلوك للمراقبين الدوليين، اللتين تبنتهما الأمم المتحدة وتم التصديق عليهما من قبل 11 مجموعة لمراقبة الانتخابات.
تلطيخ صور موسى وشفيق بالدم
يواصل شباب الثورة حملتهم ضد ترشح بقايا نظام مبارك في انتخابات الرئاسة، فبعد أن فشلوا في استبعاد أحمد شفيق من السباق الرئاسي، وتمزيقهم للصور الدعائية لعمرو موسى وشفيق، قام عدد من الثوار بتلطيخ صور شفيق وموسى باللون الأحمر، تعبيرا عن أنهم المسؤولون عن دماء موقعة الجمل، فيما رفع البعض الآخر لافتات بها صور شفيق وموسى مكتوب عليها: ''لا لانتخاب الفلول''. وأثناء الإدلاء بأصواتهم في منطقة التجمع الخامس غربي العاصمة المصرية القاهرة، رفع عدد من الشباب أحذيتهم في وجه أحمد شفيق، معبرين عن رفضهم الشديد لترشحه.
كواليس الانتخابات
تأخرت بطاقات الصحفيين والمراسلين الأجانب حتى الساعات الأخيرة قبل الاقتراع، والسبب هو عطل فني في طباعة البطاقات. وتم وضع تصنيفين للبطاقات، الأول لونه أبيض وهو خاص بالمراسلين الأجانب غير المقيمين في مصر، ويعطي لهم فقط حق التغطية من خارج اللجان الانتخابية وفي الشارع، والثاني لونه أصفر وهو للصحفيين الأجانب المقيمين بمصر ويتيح لهم التغطية من داخل وخارج اللجان، وخصصت هيئة الاستعلامات مركزا صحفيا للصحفيين الأجانب في وسط القاهرة.
معظم النجوم والفنانين يساندون حمدين صباحي لرئاسة الجمهورية، وبعضهم يساند أحمد شفيق وتحديدا فناني القائمة السوداء الذين وقفوا ضد الثورة، وقرر فنانون آخرون مثل عمرو واكد مقاطعة الانتخابات.
حسم محمد أبو تريكة، نجم النادي الأهلي، أمره بالتصويت لصالح أبو الفتوح، بعدما كان مترددا بينه وبين محمد مرسي، وانقسم مشجعو النادي الأهلي والزمالك بين أبو الفتوح وحمدين صباحي.
لجنة انتخابية واحدة جمعت بين عمرو موسى وأحمد شفيق، وهي مصادفة تندر عليها الكثيرون، خاصة أن عدد اللجان الانتخابية يتجاوز ال21 ألفا، إلا أنهما لم يصوتا في نفس الوقت.
أعطى المرشح الرئاسي حمدين صباحي موعدا لتصويته في الانتخابات، وهو الساعة الثانية عشرة ظهرا، إلا أنه تأخر نصف ساعة عن موعده، وهذا ما جعل البعض يقول له ''سيادة الرئيس بيتأخر من البداية''. ووقف صباحي ساعة ونصف في الطابور انتظارا للتصويت، ووعد بعدم إهدار دم الشهداء.
أصيب المرشح الرئاسي هشام البسطويسي بسوء حظ في اليوم الأول للاقتراع، فقد اختفى صوته تقريبا من كثرة الأحاديث الإعلامية والتنسيق مع مناصريه، وتسبب خطأ إداري في منع كل مندوبيه من التواجد في اللجان لمراقبة التصويت.
لأول مرة في حياته، وقف فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق في عهد مبارك، في طابور طويل حتى يدلي بصوته.
شاركت الجالية الجزائرية في مصر في عملية الانتخابات، حيث تحمل الكثير من الجزائريات الجنسية المصرية، وتبلغ أعداد الجالية الجزائرية 3 آلاف.
عقدت اللجنة العليا للانتخابات مؤتمرا صحفيا، عصر أمس، أعلنت فيه تحويل بلاغات باختراق الدعاية الانتخابية لثلاثة مرشحين إلى النيابة. والمرشحون هم أحمد شفيق وعبد المنعم أبو الفتوح ومحمد مرسي.
قال المحامي ثروت الخرباوي، المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، إن مؤشرات التصويت في المحافظات البعيدة عن القاهرة تؤكد تقدم عبد المنعم أبو الفتوح ويليه محمد مرسي.
فتح ناشطون حقوقيون سعوديون صفحة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، تحمل اسم ''الشعب يريد الوقوف في طابور انتخابي''، طالبوا فيها بانتخابات رئاسية في السعودية أيضا، وانضم إليهم الناشطون في البحرين وبعض الدول الخليجية الأخرى. وأبرزت الصفحة مقولة الرئيس التونسي منصف المرزوقي على الفايس بوك ''المصريون يقررون بأيديهم مصير الأمة العربية''.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)