يعتقد المؤرخ الفرنسي، بنجامين ستورا، أن مكان حزب الشعب الجزائري في طبعته التاريخية، مثله مثل جبهة التحرير الوطني في طبعتها التاريخية، التاريخ فقط، مضيفا أن هذا لا يمنع حزب الشعب الجزائري إذا كان يملك الأطر البشرية والكفاءات والبرامج، من المطالبة بحقه في التواجد السياسي .
قلت سابقا إنه لا يمكن فصل الإصلاح السياسي عن المصالحة مع التاريخ، ماذا كنت تقصد؟
هذا أكيد.. فكتابة التاريخ لا يمكن فصلها عما يجري من حراك سياسي في أي بلد. ونحن كنا نتحدث عن تاريخ الجزائر، وبالتالي عن كل المسارات التي تجري في البلد، هذا حتى لو حاول المؤرّخون التظاهر بأنهم محايدون، وبالتالي هناك معركة مستمرة بين التاريخ المكتوب من طرف الدولة، والتاريخ المكتوب من قبل مؤرخين محايدين. وهنا، لا بد أن أشير إلى ضرورة إعطاء الفرصة والإمكانات لجيل جديد من المؤرخين للكتابة عن تاريخ الجزائر، بطرق جديدة في التفكير والبحث والتنقيب، فأنا شخصيا أشعر أنني استهلكت كل طاقتي في هذا المجال.
ما تعليقك على بعض الأوفياء لحزب الشعب الجزائري الذين لازالوا متمسكين بطلب اعتماد الحزب الذي أسسه مصالي سنة 1937؟
أنا تحدثت خلال المداخلة عن التاريخ وليس عن السياسة، ولكن بالمقابل أقول إن حزب الشعب الجزائري في طبعته التاريخية مثله مثل جبهة التحرير الوطني في طبعتها التاريخية، مكانهما في التاريخ. فشارل ديغول لو كان حيّا، لما أمكنه أن يحكم فرنسا اليوم بمشاكلها الآنية، مثلما حكمها سنة .1946 فالخريطة الجيوسياسية تغيّرت، الاتحاد السوفييتي لم يعد موجودا، وجدار برلين سقط، والصين الاشتراكية أصبحت تقرض أمريكا وأوروبا الأموال. فالعالم تغيّر ومشاكله تغيّرت، ولابد من أجيال جديدة وقيادات جديدة. هذا لا يمنع حزب الشعب الجزائري إذا كان يملك الأطر البشرية والكفاءات والبرامج، أن يطالب بحقه في التواجد السياسي.
تحدثت عن بعض الشخصيات من جبهة التحرير الوطني الذين كانوا يجهشون بالبكاء عندما تحدثهم عن مصالي الحاج، لكنك لم تذكر أسماءهم؟
في الحقيقة هم كثيرون، ولا أرى ضرورة لذكر الأسماء.
ولكنه التاريخ؟
الطيّب بولحروف مثلا... (يبتسم)
وهل ستسهم كتابة التاريخ بطريقة صحيحة في تصحيح وضع العلاقات الفرنسية الجزائرية؟
ربما المناسبة لا تسمح للحديث عن العلاقة الجزائرية- الفرنسية، والتي سبق وأن تطرّقت لها في عديد كتاباتي وكنت قد تحدثت عن أخطاء فرنسا الاستعمارية، ولكن المناسبة هي للحديث عن تاريخ الجزائر وعن تاريخ رجل مثل مصالي الحاج، والذي في رأيي لا يمكن فصله عن ابن باديس وفرحات عباس وما يمثلانه في تاريخ الجزائر.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 05/10/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : تلمسان: ن. بلهواري
المصدر : www.elkhabar.com