أكد المؤرخ البروفيسور رابح لونيسي ، أمس، أن مظاهرات 11 ديسمبر 1960، تعد نقطة تحول هامة في مسار تاريخ الثورة الجزائرية و اعتبر أن خروج الشعب الجزائري كرجل واحد في هذه المظاهرات بمثابة عملية استفتاء قام بها الشعب الجزائري على تقرير المصير، لافتا في الوقت ذاته، إلى أن المظاهرات تم تصويرها من قبل الإعلام الدولي الذي كان حاضرا، حيث وصلت هذه الصور إلى جميع أنحاء العالم وهو ما أعطى دفعا قويا للثورة الجزائرية.وأوضح المؤرخ البروفيسور رابح لونيسي في تصريح للنصر، أمس، أن مظاهرات 11 ديسمبر 1960، شكلت نقطة تحول هامة في مسار الثورة التحريرية، لأنها جاءت في ظرف كان يعتقد شارل ديغول، أنه باستطاعته أن يقضي على الثورة الجزائرية، بعد مشروع شال الجهنمي العسكري بهدف القضاء عسكريا على الثورة ومشروع قسنطينة والذي كان يعتقد أنه بإمكانه أن يفصل الشعب الجزائري عن ثورته و ثالثا محاولته صنع القوة الثالثة للتفاوض معها، لكي لا تبقى جبهة التحرير الوطني هي الممثل الوحيد والشرعي للشعب الجزائري.
ولكن كل هذه المشاريع وعندما جاء يستكملها في سنة 1960-كما أضاف-، خرج الشعب الجزائري كرجل واحد في المدن الكبرى وخاصة في العاصمة، أين جعل ديغول يقتنع اقتناعا تاما بأنه لا يمكن أن يستمر في محاولة القضاء على الثورة الجزائرية وبأن مشاريعه قد انتهت وأن الأمة الجزائرية، أمة واحدة و جبهة التحرير الوطني هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الجزائري.
وتابع قائلا في هذا الشأن: أن هذا جعل شارل ديغول يقتنع بضرورة الدخول في مفاوضات جادة مع قيادة الثورة، حيث بدأت المفاوضات الواحدة تلو الأخرى، وكانت إيفيان الأولى و إيفيان الثانية، ليحقق الشعب الجزائري انتصاره وأهدافه الاستراتيجية التي سطرها في نداء أول نوفمبر وهي استعادة سيادته الوطنية على كل التراب الوطني بدون استثناء .
من جانب آخر، أوضح المؤرخ البروفيسور رابح لونيسي، أن مظاهرات 11 ديسمبر 1960 و التي وقعت في المدن الكبرى وخاصة في العاصمة، مكنت الثورة الجزائرية من إدخال فعلي للقضية الجزائرية في المحافل الدولية .
وأضاف أنه عندما اندلعت الثورة التحريرية، كانت فرنسا تدعي أنها مجموعة فقط من جبهة التحرير الوطني ولكن الشعب الجزائري، دخل في العمل المسلح ودعم الثورة و دخل بشكل بارز ومرئي في مظاهرات 11 ديسمبر 1960 و اعتبر المتحدث، أنها كانت بمثابة عملية استفتاء بأتم معنى الكلمة، قام بها الشعب الجزائري على تقرير المصير، لافتا في هذا الإطار إلى أن الإعلام الدولي، رأى هذا الشعب يخرج في هذه المظاهرات وبالتالي كذب كل ما كان يقوله الإعلام الاستعماري، أن هؤلاء مجموعة صغيرة و أنهم لا يمثلون كل الشعب الجزائري.
وأشار المؤرخ البروفيسور رابح لونيسي، إلى أن فرنسا، حاولت قدر المستطاع التنكيل بهؤلاء المتظاهرين، خاصة في العاصمة وحتى المعمرين الذين تم تسليحهم ولحسن الحظ كان هناك صحفيين وخاصة إيطاليين كانوا في العاصمة وتمكنوا من تصوير هذه المظاهرات ونقلها.
وأضاف المتدخل، في هذا الصدد، أن صور هذه المظاهرات، وصلت إلى جميع أنحاء العالم وهو ما أعطى دفعا قويا وكبيرا للثورة الجزائرية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/12/2023
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : مراد ح
المصدر : www.annasronline.com