استبعد اللواء المصري طلعت مسلم الذي شارك في حرب أكتوبر 1973 أن تطور الأوضاع في غزة إلى مواجهات مسلحة على نطاق إقليمي يمتد إلى شبه جزيرة سيناء من خلال إقحام مصر في الصراع المسلح، فسر اللوء طلعت في اتصال هاتفي أجرته معه ”الفجر”، التصعيد الذي تقوم به آلية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أربع أيام مخلفا معه العديد من الشهداء بأنه محاولة من إسرائيل لزيادة الخناق على قطاع غزة وإحباط محاولات الدول العربية منها الجزائر ومصر لدعم غزة بالغاز.
لماذا هذا التصعيد الإسرائلي على غزة في هذا التوقيت بالذات ؟
إسرائيل تشعر الأن بأن مصر والدول العربية تستعد إلى إمداد سكان قطاع غزة الذي يعاني منذ فترة طويلة من أزمة حادة من نقص الكهرباء والغاز، بهذه المادة الحيوية الهامة لإعادة الحياة إلى غزة المحاصرة منذ سنة 2006، وهو أمور لا تخدم مصالح إسرائيل الإستراتجية التي يهما أن يظل القطاع تحت الحصار حتى تستطيع تمرير أجندتها والدفع بالفصائل إلى إطلاق صورايخ باتجاه البلدات الإسرائيلية، وهو ما يعتبر حجة وذريعة لإسرائيل لإفشال جميع جهود السلام ومنه، فإسرائيل على قناعة تامة بأن الإبقاء على قطاع غزة منطقة توتر يخدم مصالحها ويعزز من مواقفها الرافضة للحوار وإعطائها ورقة لتجاوز قوانين حقوق الإنسان.
هل تتوقع أن يمتد التصعيد إلى مواجهات أعنف على نطاق إقليمي ؟
لا أتصور أن يتطور الموضوع إلى مواجهات إقليمية سواء عبر إقحام مصر أو الأردن أو حتى سوريا، فهذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها إسرائيل بالقيام بمواجهات ضد قطاع غزة، وهي تعرف جيدا متى وأين وإلى أي حد تقود الصراع والمواجهات، هذا من جهة إسرائيل،أما من جهة مصر فإن الظروف التي تمر مصر بعد ثور 25 يناير لا تسمح لها بالقيام بمواجهة إسرائيل بأي شكل من الأشكال، لهذا فهذا التصعيد الإسرائيلي على غزة لن يطول وسوف تتوقف إسرائيل عندما تتأكد أنها نجحت في الحفاظ على حصار غزة.
جيروزاليم بوست” الإسرائيلية في تقريرها اليوم حول الأحداث قالت أن المستهدف من هذا التصعيد هم الإخوان المسلمون لإضعافهم، كيف تجد هذا التحليل ؟
مما لا شك فيه أن إسرائيل تتحرك عبر الأجندة الأمريكية وليس في معزل عنها، لا أعتقد أن يكون الدافع من وراء هذا التصعيد هو توجيه رسالة إلى الإخوان المسلمين، فالولايات المتحدة تقوم بالتواصل مع الإخوان المسلمين في مصر عب الحوار، فقد أجرت الولايات المتحدة عدة جولات حوارية مع الإخوان المسلمين مؤخرا، والكل يفهم سياسية الآخر في المرحلة الحالية، والجانبان متفقان على طبيعة التعامل مع الملفات الهامة والحساسة منها اتفاقية كام ديفد، وبالتالي فخيار التعامل عبر الجولات السياسية هو الخيار الاستراتيجي حاليا، فالإخوان المسلمون يواجهون اليوم في مصر اختبارا وتحديدات كبيرة جدا داخليا وهم يعلمون جيدا بأن أي مواجهات خارجية سوف تقضي عليهم.
علال محمد
حصار غزة بالأرقام
2006 بداية الحصار الإسرائلي على غزة.
2007 حركة حماس تسيطر على كامل قطاع غزة والمؤسسات الأمنية والحكومية فيه.
2008 إعلان إسرائيل محاصرتها بشكل كامل على قطاع غزة ومنع دخول جميع المساعدات.
بداية 2009 إسرائيل تقطع الكهرباء والوقود عن قطاع غزة.
منتصف 2009 إسرائيل تمنع جامعة الدول العربية من إدخال الوقود إلى القطاع.
2010 تعرض أسطول الحرية لهجوم إسرائلي واستمرار الحصار إلى غاية اليوم.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/03/2012
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com