الجزائر

اللهمّ فك أسرنا



 ماذا يريد حزبا جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي؟.. إلى اليوم، لا أحد يعرف الجواب الشافي. متى يتفقون ''الفوق'' في الأبراج العاجية والصالونات المخملية، ويخلصون هذا الشعب المسكين من العذابات المجانية والمعاناة التي صارت خبزه اليومي يأكل منه صباحا وظهرا وعصرا وليلا. بين الأفالان العتيد، و''الابن العاق'' الأرندي قصة عشق غريبة وعجيبة. يتصالحون (حبّة) ويتخاصمون (حبّة)، ولا أحد يدري لماذا يتخاصمون وكيف يتصالحون وعلى ذقون من يضحكون؟
لقد تحولت الأحزاب السياسية في بلدنا إلى واجهة لأشخاص في السلطة يتقنون إدارة الصراع من بعيد وفي الظلام، وهم لا يدرون بأن ''اللعبة مكشوفة'' وبأن الجزائريين يتعلمون من هذه الصراعات كل يوم أشياء جديدة.
ومن حسن حظنا، فقد تعلمنا أن الصراع الجاري داخل السلطة يتجسد ميدانيا بمعارك ''دونكيشوتية'' بين حزبي جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي حتى بعد مرور 20 سنة من الحياة السياسية التعددية.
لماذا لا تتحلى القيادات في هذين الحزبين ''الكبيرين'' بالشجاعة، وتخرج إلى العلن وتمارس السياسة خدمة للمواطن الجزائري الذي هو في حاجة إلى معرفة مع من يتعامل؟ هل الأفالان يعمل بالوكالة عن أطراف، وشريكه وخصمه في آن واحد الأرندي يتحرك باسم أطراف أخرى؟ الأكيد، أنه ومنذ إعلان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عن مسار الإصلاحات السياسية، غرقنا في سيل جارف من الاتهامات المتبادلة بين العتيد الهرم وابنه العاق، مستغلين خلو الساحة السياسية الوطنية من البديل الحقيقي، المقنع للشعب الجزائري، تارة باسم المصالح المتباينة وتارة باسم الأخوة في الجبن.
إن اللعب من خلف الستار وعقلية اليد الخفية التي تحرك كل شيء مفيد وغير مفيد، ليست مجدية وتنطوي على مفاسد كثيرة.. والإنسان العاقل هو الذي يثبت حرصه على مصلحة شعبه وأمته (ولا مانع بعد ذلك مصلحته الشخصية)، وهو الذي يتعامل مع عباد الله بمسؤولية تجنبهم ويلات الأزمات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي ما إن نخرج من واحدة حتى نسقط في أخرى.. أليس فيكم رجل رشيد يا (الخاوه)!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)