تطرقت في هذه الورقة البحثية إلى مشكلة جوهرية أسست عليها الفلسفة الدريدية وهي مسألة( اللغة / الهوية)، فالعلاقة بينهما كما يقول أحمد عفيفي «علاقة وجود فكلنا يعرف .. أن اللغة أسلوب حياة ، وهي جزء من كينونتنا ، ولها أثر كبير في الفكر والشعور ، فهي لا تشكل معالم هويتنا فقط ، ولكنها تحدد شروط القبول أو عدم القبول ، ومعايير الانتماء أو عدم الانتماء،...،إن اللغة التعبير المباشر عن الحضارة ، تصبح خندق المقاومة والحصن الأخير لحماية الذات ، والملاذ الأقوى للهوية والتراث» ، ومن هذا المنطلق تشكلت فلسفة دريدا التي تقوم على نقد المركزية الغربية وتحقيق الانتماء الذاتي بعيدا عن الآخر المسيطر على القوة، وتتمحور فلسفة دريدا على فكرتين أساسيتين هما : التمركز حول العقل وميتافيزيقا الحضور أو نزعة مركزية اللوجوس /الكلمة .وتعتبر فلسفة دريدا استكمالا لـ فلسفة هيدجر والتي أطلق عليها النزعة الأفلاطونية أو الميتافيزيقا أو انطولوجيا اللاهوت، ومن أهم المسلمات التي يركز عليها دريدا مسألة ارتباط اللغة بالهوية فهو القائل :«نعم أنا لا أمتلك إلا لغة واحدة ، ومع ذلك فهي ليست لغتي »، لذلك نجد فلسفته قائمة على أسئلة مشتتة ، مفككة ، مبعثرة مثل :الهوية، اللغة، المواطنة ،الأنا ،الآخر...والتي أصبحت الهاجس المحوري لديه . لهذا سأتناول في هذه المداخلة على ماهية الفلسفة التفكيكية وتاريخ نشأتها ، ثم الولوج إلى ثنائية (اللغة / الهوية) في فلسفة دريدا والطريقة التي أثرت بها على هذه الفلسفة
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 13/01/2024
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - بولكعيبات نعيمة
المصدر : مجلة جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية Volume 31, Numéro 2, Pages 265-282 2017-12-31