الجزائر

اللعنة على فرنسا!



لست أدري كيف يمكن وصف ما تقوم به فرنسا بعد كل هذه السنوات من السجال بيننا وبينهم، في الوقت الذي استوجب عليها تقديم الاعتذار عن المجازر الفظيعة التي قامت بها في الجزائر هاهي تتمادى وتصر على الخطيئة وبالفم المليان تقول أنها كانت ضحية لمجموعة من الإرهابيين الذين نشروا العنف والفوضى في بلادهم،
وهذا من خلال الفيلم الوثائقي الذي بثته إحدى قنواتها تحت تسمية ''التمزق''·

لكن السؤال الذي يطرح نفسه بعد كل هذه السنوات، هل الخلل فينا نحن الذين لم نعرف كيف نحافظ على تاريخنا ونكتبه بالشكل الصحيح الذي لا يسمح لأي أحد بتشويهه، أم العيب في هؤلاء الذين يتمادون دون هوادة؟
فرنسا التي تتسابق اليوم في مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات على الأسد الذي يضطهد شعبه ومن قبله مبارك واستعملت الصواريخ والقنابل التي قتلت الأطفال والعزل والأبرياء في ليبيا حتى تصطاد القذافي وتنفرد ببترول بلاده، هاهي بعد خمسين سنة من طردها من الجزائر تعود وتنبش الجرح وتقول أنها كانت مُستعمِرة بريئة ونحن هم الهمج، نحن هم العنيفين، نحن من مارس سياسة الأرض المحروقة وقتلنا ودمرنا وأحرقنا·
هل يصدق عاقل هذا ؟، هل يصدق أن الجلاد يصبح ضحية؟، ومع ذلك لا أحد يرد ولا هي تخجل من تزييف التاريخ، استعمرتنا بكل حب حتى تحررنا من عقدنا وتفتح عقولنا على الديمقراطية والحياة الجميلة·
فرنسا التي تدعي أنها دولة أخلاقية مبنية على الأسس الديمقراطية والحرية والمساواة عاجزة أن تكون صادقة حتى مع نفسها متناسية أن أساس الأخلاق أن تمتنع نهائيا على الكذب وأن الحقيقة لا ينطق بها سوى الحكماء، هل تكذب على شعبها حتى تصوّر له أنها دولة عظيمة ولو على حساب الآخرين؟ أما عنا نحن فلن ولا تستطيع الكذب لأننا نعرف الحقيقة ولو أننا لم نقرأ التاريخ كما يجب أن يُقرأ·
المنطق يقول أن المعتدي هو الظالم والجبار وليس المعتدى عليه ولكن مع فرنسا شارل ديغول وفرنسا متران وفرنسا شيراك وفرنسا ساركوزي و كل من سيأتي بعدهم سيبقى العار الجزائري بصمة في جبينهم الذي لا يمكن أن يزوروه بمثل هذه الأفلام الوثائقية ولا بطرق أخرى لأننا نحن أبناء الإستقلال نؤمن أن شهداؤنا ودمائهم الطاهرة راحت قربانا لأجل حريتنا التي انتزعناها من فاه السبع، ولم تتصدق فرنسا علينا بالإستقلال كما تقول، غريبة فعلا هذه الدولة الفرنسية التي تدعي الأخلاق الرفيعة ولم تستطع حتى الاعتراف بأنها كانت ظالمة ذات يوم، على كل اللغو سهل أما الحقيقة فهي في غاية الصعوبة على أمثال فرنسا ورؤسائها·


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)