الجزائر

اللعنة الخضراء تطارد ليبيا!



اللعنة الخضراء تطارد ليبيا!
توجه، أمس، الناخبون الليبيون إلى صناديق الاقتراع في أول انتخابات تعددية منذ أزيد من 40 سنة من حكم القذافي، رغم الخلافات التي سبقت العملية الانتخابية، ومحاولات أنصار الفيدرالية نسف العملية، لإقامة النظام الفيدرالي للاستقلال بإقليم برقة الغني بالنفط.
الليبيون الذين منعوا منذ قرابة نصف قرن من تشكيل أحزاب، لأن كتاب معمر القذافي يقول إن كل من تحزب خان، وتشكيل الأحزاب كان في منطقه جريمة بل هو كفر.
ورغم كل الجهود التي يبذلها أنصار ليبيا الجديدة لإقامة نظام ديمقراطي، فإنه يبدو أن النشطاء السياسيين الليبيين لم يتحرروا من أفكار القذافي، التي يبدو أنها طبعتهم إلى الأبد، والدليل الخلاف بشأن تسمية المجلس المزمع انتخابه، فقد تعددت التسميات بشأنه، فمنهم من يقول جمعية تأسيسية، وآخرون يسمونه برلمانا مؤقتا، وبعض آخر يقول إنه مؤتمر وطني عام، الشيء الذي يذكر بمؤتمر الشعب العام أيام القذافي، ربما لأن من يقود العملية السياسية اليوم هم من مخلفات النظام البائد وعملوا مع القذافي وانطبعوا بطباعه.
لا أدري إن كان انتخاب المجلس المقبل سينجح في إعادة الاستقرار إلى ليبيا، ويتمكن من تطويق الأسلحة المنتشرة عبر ترابها، والتي صارت بمثابة خزان بارود يهدد بتفجير المنطقة كلها، مثلما يحدث الآن في مالي، وأن ينجح في القضاء على أحلام الفيدرالية في برقة التي يحاول أنصارها إفشال العملية الانتخابية، فأكثروا من عمليات العنف التي استهدفت مفوضية الانتخابات وقتلت أمس عنصرا منها، وأغلقوا مرافئ النفط الأسبوع الماضي؟ هل ستنجح هذه الانتخابات في القضاء على العقلية القبلية التي تتنافى في روحها ومنطقها مع مفهوم الديمقراطية، بعدما شجع نظام القذافي طيلة عقود على ترسيخها احتماء بقبيلته؟
من الصعب الإجابة على هذه التساؤلات، إذا كانت مسألة توزيع المقاعد في المجلس المقبل تشكل خلافا، قد يتحول إلى انفجار في حال رفضت نتيجة الصناديق، لأن سكان المنطقة الشرقية الغنية بالنفط والتواقين إلى الاستقلال في فيدرالية، يرفضون أن يخصص لهم 60 مقعدا فقط من بين 200 مقعد، ويخصص للمنطقة الغربية 100 مقعد، في حين يرون أنهم أولى بالأغلبية بما أن شرارة الثورة انطلقت من منطقتهم.
إلى جانب أن التيار الإسلامي هو المرشح للفوز بغالبية المقاعد، بحكم أن الأحزاب الاسلامية هي المسيطر على الساحة السياسية، وقادتها يسيطرون على السلاح مثلما هو شأن عبد الحكيم بلحاج، ما يجعل أفق بناء نظام ديمقراطي حقيقي ضيقا جدا، فتجربة تونس مع فوز الإسلاميين تعطي قراءة واضحة لما سيكون عليه الوضع في ليبيا، فالوضع في ليبيا سيكون أسوأ لأن القبلية ستعمق من الخلافات، وأيضا السيطرة على الثروات الباطنية التي ينتظر أن تشتعل بشأنها حربا، عاجلا أو آجلا؟


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)