لا يختلف اثنان حول قوة اللحظة المصرية في 25 يناير، كما لا يختلف اثنان على شجاعة هذا الشعب في التصدي للأزمة التي أعقبت "الثورة".. كلمة الشعب تعني الكتلة البشرية التي تعمر جغرافيا ما، بمختلف حساسياتها وبغض النظر عن التيار السياسي أو الديني الذي تنتمي إليه. فكيف يختلف اليوم اثنان في هذه اللحظة المصرية "البائسة"التي يحاول البعض فيها تبرير جريمة اغتيال فئة من الشعب المصري بأي شكل من الأشكال.. صدمتنا الصور التي بثت، أمس، من ميدان رابعة العدوية، وأشعرنا الزميل محمود أبوبكر في ربورتاجه بالقسوة والقهر الذين تشعر بهما الأسر المصرية المكلومة في أبنائها الذين قضوا نحبهم في فض احتجاجات رابعة العدوية. لكن الصدمة الكبرى التي أصابتنا هي عن تلك القنوات الإعلامية التي سقطت في مستنقعات المال والمصالح وراحت تتاجر بدم البشر وكأنها في سوق للسردين دون أي ضابط أخلاقي أوإنساني، وهنا لا أقصد قناة "الجزيرة" وحدها، لأن هذه القناة انتهى زمن الحديث عنها والمفاجأة من ازدواجية و"مصلحية" خطابها منذ وقت طويل، ولكن ما أقصده تلك القنوات التي حاولت التعامل مع تغطية أحداث اغتيال أكثر من 500 شخص كأنه أمر مشروع ومبرر بل عادي. قتل البشر جريمة في كل القوانين والأعراف والديانات.. ولا مبرر لإراقة دم المصريين "إخوانا" كانوا أو أقباط، شيعة كانوا أو سنة، لا مبرر لقتل الناس، فلا أحد يملك حق إراقة دماء المتظاهرين مهما كانت السلطة التي يملكها والتوجه الذي يتخذونه. كيف ينقلب خطاب دعاة الديمقراطية فجأة ويقبلون بالاعتداء على حق الناس في الحياة ويحتجون على انسحاب البرادعي الذي رفض أن يشارك في حكم قرر أن يبيد أزيد من 500 مصري في لحظة بائسة؟!.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 16/08/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : زهور شنوف
المصدر : www.djazairnews.info