الجزائر

اللاعب الذي راوغ وتلاعب



اللاعب الذي راوغ وتلاعب
من غرائب الناس في بلادنا أن يراوغهم فتى ربما لم يبلغ الحلم العقلي بعد، رصيده في الحياة قدمين يركل بهما كرة يقذفها بين باريس والجزائر، وفي الأخير رست الكرة في أعلى برج إيفل، هكذا أرادها اللاعب الفرنسي نبيل فقير وأُريد له أيضا، وصرح براحة كبيرة أن مصلحته اللعب لفرنسا، وهنا أنا لا ألوم اللاعب فتلك حريته ومهما كان فهو فرنسي أكثر منه جزائري لأن أغلب من يأتون من فرنسا ليلعبوا للجزائر لا يعرفون من الجزائر سوى ما تدر عليهم المباريات، اللوم كل اللوم على اللاهثين خلف فتى عقليته فرنسية، وتفكيره فرنسي، ولغته فرنسية، وهو أصلا فرنسي، ليصفع الجميع ويعلن أن مصلحته ليست مع الجزائر، فقد كان على المسؤولين أن يحسموا الموقف من أول وهلة، خاصة حين تردد اللاعب، لأن الانتساب للوطن رياضيا او فكريا او عقائديا للوطن لا يحتاج الى تردد، ثم لماذا يلح مسؤولينا إصرارا على جلب اللاعبين من أصول جزائرية للفريق الوطني، ولا ويصرون إلحاحا على إعادة إدماج الخبراء الجزائريين من أصول جزائرية الذين اضطرتهم البيروقراطية والظلم والحقرة للرحيل نحو الخارج وبيع مادتهم الرمادية مرغمين لدول أجنبية؟ لماذا مثلا لا تبذل السلطات كل جهدها من اجل إعادة الأطباء الذين هاجروا والطيارين الذين هاجروا والدكاترة في مختلف المجالات الذين هاجروا وتلهث خلف فتى فكره في قدميه؟ فهل الوطن في كرة القدم ؟، عموما لكل من اختار فرنسا سواء كان لاعبا او مواطنا عاديا او مسؤولا او مفكرا او دكتورا، فإن التاريخ سينصف هذه البلاد، وسيكشف كما كشف من قبل كيف تنكرت فرنسا لكل جزائري واختارها وطنا بديلا وستلفظه كما لفظت الخونة وكما لفظت لاعبين اختاروها فلم يجدوا لهم مكانا حتى في دكة الاحتياط.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)